الأحد، 31 أكتوبر 2010

مراسيمٌ وعادات ..


سيقفز كقطٍ من فوق مركبٍ يغرق ، وينهش بعنفوانه قرش الحذق بشراهةِ بركانٍ متفجّر..
سينْخِر الصخر بانامله ويبحث عن حياةٍ لربما تجاربها تَنْبُتُ فيه فُرصاً بعيشٍ جديد ..
وعبثاً يحاول التفلّت منها وكأنها تأبي الرجوع به او التقهقر، زجّته في تجربةِ الرّهافة ، فظنُّها قد استحكمته بعزلِها لفراغ حيلةٍ دبّت في اوصال مآخذه فأصبح في نظرِها ككوّةَ لعبٍ مطاط .

كالبِنصر هو في صدر العائلة ، فهو المحموم في حلقات الاوامر التوارثية ، كالنار هي به تتوقد ، تعصف بشررها في كل اركانه ، وقُودُها يُذكي بسطوّ الرتابة السرمديّة ، يتنشّق الحي فيها غصب البذخ بشعوره السادي ، فجُموعَ الإحساس في جنباتها صنمٌ يتأبّاه حتي السقم المؤقت ..

كالقط في ابحر المجهول سيلقي بنفسه ، الامواج تعلوا في شهقانها حدود أمراسِ ريحٍ عواتي ..
فهو لا يملك في العائلةِ الا حدود أنفاسه الصامته ، فالجهر ممنوع ، والخروج عن شور العادة امرا مقروح ، وإنحدار المراسيم في إنتهاكها جرمٌ ينِّبُه حتي الحجر ..
قال صوتٌ من بعيد : ولكن الحذر كل الحذر ممكن لا يملك شئيا كي يفقده ، فكثر الخضوب في حملها بالنفس تنوء بسلاسل الحذق شر انفراط .

خرج وسري في اوج الليل مُروِّحا عن نفسه ، اوقفته خادمة البيت الكبير له قائلةً: ممنوعٌ ممنوع ، تابع في سيره المسير ، نظراته للحول كحمائمَ حائرة ، جمالٌ تراآ له في الافق البديع ، نجومٌ تتراسل النور في صمتها الراهف ، قمرٌ يحاكي المنظر في تدوير اللؤلؤ في انعكاس النور ، توقف حيناً وقال : سأختلف ..

انطرح وسار في هيام الطريق بسراحه اللافت ، جلس قرب الحدود ، وإنحلّ بفكره متوحدا ، عساه يُلقِي اليه بحلولٍ منقذة ، فكر ثم فكر فأناخ له رحالُ التفكير افكاراً كأنها النوقُ الحُمر.
قال لنفسه : خرجت وانتهكت المراسيم في كلِّها دفعة واحدة ، وانفتلّتُ في البوادي كظبيٍ حُرٍ آفاقه المجهولة في زماننا لا تهون ، رفستُ الأنعمَ في كل تجلٍّ للمادة النفعيّة بي من الان ، وإرتضيت بروانق الروح في خِضمّها الشمس علي الدوام بي لا تغيب ، فالطور بيَ الأن مختلف ، لن تَحُدّه انفاس نفسي التي كانت علي الدوام مسجونة ، فالكون كل الكون لي مسرحٌ أراه بروائعه بي كالمستقبِل المتأهب .
لا تترامي أزمّة الأمور في روحي بالغير له التحكيم ..
لن تتشردق المراسيم في عوائدها ببخل الاحساس بي كالضنين ..

فلو خرجوا ليتباحثوا في امري فأنا المختلف ، والفكر مختلف ، والحس آيلٌ له التغيير ، فتغييري هو ما ارتضاه لي العقل ، وانشرح له فؤادَ الخير ، وأتمّه دعاءَ بِشرٍ معهود . فتلك العائلة وانا هو انا ، فدنو الانا في مراتع الرضوخ له صمتٌ كصمت القبور ، وإنحسارها في ألحُفِ الكتب الرتبية يُتَمِّمُه قتلٌ كالقتلِ الرئيف .
إن امسكوا بي فحدُّ التغيير سينسلُّ في وجوههم بلا توقف ، وإن توقّدوا فيّ التبديل بما ألِفتُه فحان حقا فيّ الموت الزّعاف ..... سأقفز كالقط ... وحينا لا بد للراحة بي ان تسير ...

انتهي ..
محمود 27/10/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق