الأحد، 31 أكتوبر 2010

قال احدهم (2)..

قال احدهم ذات مرة (بلسان الحال) :
الإبتلاء ..
الإبتلاء ليس جواز سفر ، والصبر ليس مضمار خيلٍ عندما يُري في بدئه خط النهاية ..
الإبتلاء ليس جواز سفر عندما يُري الشر نتاجه، ولا تعدوا فيه النفس تفحصا لطرقٍ حِقبها خيّرة ..
الإبتلاء ليس جواز سفر عندما نري تفرّده متوحداً ، فجمعُ المتفرد فيهِ كل الجواز إن أدّي فيه سببٌ من أجله وجدنا ..


نفوس قوية ..
كم من عيدانِ ابتلاءٍ صُفّ علي رفوفِ الحس فيها ، تعكرت فيها صفحة العطاء حينا من الوقت ، حنّت في اشتداده لريح الخلاص المؤقت ، ثم ما نراها الا قد كُنّت فيه بعد حينٍ كالصخر الجلمود..
ما أزّ الصعاب فؤادها ، تفنّدت اخبارها في حواصل البِشر ، تشاهدت فيه برجعةٍ ملؤها صوت جميلٌ ..
كم اُوعِز لها عند الحدث بتترٍ فاغرٍ فيه الصبر يقول: (ربنا المستعان) ..
ثم ما نراها فيه الا وثارت فارعةً فيها الروح الأبية ..
لا تثريب عليها إن بُلّت اقتاب الابتلاء فيها علي حبل الظهور ..
صفاتها الخير يَسْرِي..
تتلُو فيها الايام تراتيلَ معانٍ وخصالٍ سامية ..
تلك امي نبع الصفاء الجاري ..
وبئر الوفاء الشادي ..
ونهرٌ من حنانٍ يجري نحو بحرِ الحب المفدا ..

فتلك امي..
" فأنا وهي واخي الاصغر في الخطب متساوون "

في تشابه الايام ببردها وحرها ، في فصول السنة المتسلسلة بتتابعها، قد رأيت فيما اخاله احلامٌ فيها الاتي ..
لن اعود كثيرا للوراء ، فحسبي ما انا فيه في الوقت الحاضر ..

طيفٌ اول (في المنام) ..
"طفلٌ تحت شجرة يلهو بحبلٍ يمتد بنحافته حتي ينتهي نزولا بوثقه الثخينُ لشئ ما ، كان الموثوق يشبه القنبلة ، صِحتُ بالطفل وقلبي فيه اطمئنان : كن علي حذر يا فتي ... وإستيقظت .."""""
خرجت في صباحي الباكر للعمل : طفت مكاني باحثا عن ما احتوي فيه اشيائي المتبعثرة ، رأيت حبلا ... فتوقفت وتذكرت الحلم وما به من قنبلة موثوقة ، ولكن .. سري في قلبيَ اطمئنان غريب ، شددت الحبلَ فكانت المفاجاة .. صورة تتكرر كما في ذاك الطيف ..

طيفٌ ثاني، (ليس في المنام) ..
كتبت في تاريخ 8/9/2010 موضوع ( كان كما تمني ) هكذا خُيّل اليّ الموضوع وقد احسست بقربه في الحدوث ، ولكن بعد حوالي الشهر من ذاك التاريخ قد بان لي الخبر جلياً في ظُهر الخميس المنصرم .

طيف اخر (في منامي) ولكنه ما زال مجهول ..
" خرجت ساعة الظهر في حاجةٍ ملحّة ، تفاجئت بنفس الطفل الذي رأيته في الطيف الاول ، يجلس في سيارةٍ فارهة ، ولكنه أضحي بعمرٍ اكبر ، اكبر بكثير في طوره الثلاثين واكبر، القسمات كما هي ، والشعر كم هو ، وحتي الملابس، لكن الملامح اكبر، نظرت عيونه فأسْبلها بنظرةٍ لم اتوخى مُرادها، ثم رفع لي كفّه الايمن والقي لي بمفتاح ثم اختفي .. واستيقطت .."
وما زلت بترقبٍ انتظر ..
وربنا يجعله خير

إنتهي كلامه وصمت ..
بقلم / محمود الراعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق