الجمعة، 24 يونيو 2011

في المساء وبعد الحلول ..




بداية ..
في مقهي المساء دائما .. عندما أكون ونفسي وحيد .. قد يحثني شيطان الكتابة كي اكتب ، أرتشف الحروف من فناجين الذكري .. في عمر سيجارةٍ أتابع فيه الرشف المتتالي .. أنظر سماء عيناي علي مرآة الصحف التي امامي.. ملبدةٌ كغيوم الشتاء أراها .. أتوقف وصمت السكون دون الرشف يشحذني .. اظل علي الكرسي متسمرا ، وطاولة المساء من أمامي فجأةً أراها وهي ترفع .. ارمق الفعل في سببه متعجبا، فإذا نور الكهرباء قد انقطع..

قبل الحلول ..
تنقضي الساعات في مضيّها والظلام في الارجاء متجذّر .. سري الضوء في المصباح الذي هو في المشكاة المكسورة .. بالنور الخافت وإرتسمت شقوق الحائط المقابل في نظري بتمامها .. تواري الضوء واختفي بعد وقت قليل .. همهمتُ بالصوت الهامس متذمرا من رجوع الظلام الدامس .. دققت نظري في ساعتي علي ضوء الشمع الذي تكاسلت حتي في اطفائه ، قلت لنفسي: إذاً فالفجر في حلوله اقترب ..


في الحلول ..
عيون تستيقظ شبعاءُ النوم بطراءٌ ثملة .. وعيون أخري لم تتكحل من الليل الا بحفنة غفوات تتصف بزهدها الخجل .. عيون تجزُر النور المداعب لجفونها في رشحات الشمس بتأففٍ وإزدراء ..
والأخري في تتداخل الفجر القريب للدنا ترومه بسعدٍ ملؤه بِشرٌ وارتضاء ..
صاح طائر الفجر بي قائلاً : " النوم تاج لا يراه الا المُجبرين علي السهر " ..


بعد الحلول..
أستريح في ضحي السابعة علي السرير .. أشرب الشاي بعد وسواسٍ يتصف بالثقيل ..أسكب الكوب في دراق البطن فيّ سكبا .. يُدَقُ باب الغرفة بخفةِ اليد التي قد ألفت منها الدق ، فتح الباب بعد إذن الفتح للطارق مني..
" قد حانت ساعة العمل يا بني .. فقم ".. قالت لي امي ..


بعد بعد الحلول..
يوم طويل .. وانقضي اليوم .. في تنفيذ نقاطٍ كانت في نوتتي الزرقاء بالقلم مخطوطة .. ينقضي يوميَ في رتابة الحياة الا من عجرفة أمرٍ طارئ .. قال الامر الطارئ: قد إستعذت من شياطينِ الكتابةِ قد ان ادخل ..
قلت له : ومالي ولك ؟
- لن تجلس في مقهاك اليوم
- ولماذا يا فصيح الصوت
- لان الشيطان بإستيعاذي آبي الا وأن يغادر
- فليغاد إذن .. وما هو دخلي ؟
- لن تشرب القهوة بدونه
- بل سأشرب
- وماذا حينها الشرب يكون ودونه الساقي
- سأشرب الذرفات
ضحك الأمر الطارئ وقال : ذرفات ماذا؟ .. ومن من ؟!
- من بكاء الليل في ظلماته .. افلم تراه حينا وهو يبكي ؟!!!
- لا .. وكيف فيه البكاء ؟
- إذاً .. فجالسني لأريك كيف هو ..
- وإذا لم يبكي الليل يا فتي ؟
- حينها تكفَّ عن مضايقةِ شيطاني ..

و لم يبكي الليل ..
انتهي..





26/2/2011
محمود الراعي




احداث ..

تملكتني الرغبة في مسك القلم كي اكتب ، امسلكته ورُمت أسيّره بمقود اليد علي الورق الذي امامي ، دوائر صرت ارسم في خارجها خطوطٌ وهمية ، نظرتُها فإذاها تُشبه تجمع فيض إناسٍ كالوجوه الغاضبة ، تذكرت الاحداث في بلاد التونس وبلاد الكنانة مصر العروبة ، فأحببت أن اشاركهم ولو بالحرف البسيط ..

تمّت اباريق الدنا بالعز سقي العطاشا
فما وعي الرئيس والوقت بات له يقطعوا

تناقل الشعب أخبارا في الجزيرة مفادها
تونسيٌّ بحبه لاحت الحرية فيه تصدحوا

فتقادم الوائل بجأشه والصحب له تجمعا
كشرارةٍ بدت والثورة اضحت بهم المفرقوا

فتكوّن الحنين لديه ان قوموا يا بني الدنا
فمصر وكل الأمصار بالترقب لكم تنظروا

يا اينرة* الدهور في الزمان الزهيد فهللي
فالشعب في ام الدنا بات بالعز يصدحوا


قال الخبيـــث* حيث قال الغائـــــــــــــط حينها
فرغ الكلام من حكيكم والحكيُ لن ينفعوا

كزوبعةِ فنجانٍ انتم ولستم بعد ذلك وكيفا
تُداسون كالصرصار والويل لكم قادموا



والبقاء نحن علي قلوبكم كأسنّة المنايا
فمهما تلوكوا الحِراك فنظامنا لن يرحلوا

فلا بلاد التونس نحن و لسنا كمثلها
ولا أي بلادٍ بالرأي السخيف لكم تنزلوا

قال الخبيث والوجه يعلوه خوف مترددٍ
فحذارِ من بطشنا الاليم إنه لا يرفعوا

فتأهب الناس للنزال وقالوا وكيفما
دون الكرامة فالحياة إذن لا تنفعوا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اينرة : جمع يناير
الخبيث : احمد ابو الغيط

انتهي
24/2/2011
محمود الراعي





متفرقات الشهر ..

(1)
طرق مذنبة
إلى حب لا نهائي نسير
نمتطي سرجه الجميل
لا سيطرة فيه تسيرنا ولا حتي جاذبية تردعنا
Are you with me
19/2/2010

(2)
في الظلام وفي الاوقات الصاخبة
والذي يحملني بظلمته ويخفيني فيه وفيه اسير
لكأني كنت أنتظرك
19/2/2010

(3)
وددت التعليق علي عبارة كانت من احد الأصدقاء في الفيس بوك حيث كانت عبارته كالأتي:

نحن لانثق بمن يخون ولو لمرة واحدة واحيانا نخون ليس لاننا بخائنون
لكن لان البعض لا يستحق الوفاء ابدا...


وكان ردي الاتي :
اول شئ ما بعرف من اي باب بطلعلي اني اعلق علي الكلمات دونما ان استأذن ، ولكني هنا وددت المداخلة البسيطة فتقبليها اختي ..
أختي الفاضلة : ذكرت في المقولة السابقة انه احنا أحيانا ما بنثق بمن يخون مرة واحدة ..اهاا تمام وكلام زين ..
طيب وذكرتي انه احنا ممكن انّا نخون البعض لانهم ما بستحقوا منا الوفاء ..
فلو إفترضنا انه اللي خاننا قبل هيك وكان في باله نفس المقولة اللي ذكرتيها ، يبقي حنقول خلاص استبينا .. هو هيك؟
بدي قلك شغلة بسسيطة وقالوها القدماء ..
قالوا: عش الف عامٍ للوفاء وقلما .. ساد امرء الا بحفظ وفائه
وقالوا :وجربنا وجرب اولونا .. فلا شئ اعز من الوفاء
وقالوا :لا تركنن الي من لا وفاء له .. الذئب من طبعه ان يقتدر يثب
18/2/2011

(4)
إهداء ..
البارحة .. تعثر الحرف ، والقلم في الكتابة قد احجم ..
اليوم .. اقسمت على القلم وأن يمتطي صهوته ، وعلى الحرف في بيانه وأن يظهر ..
اللحظة .. تأججت المشاعر ، طافت بي الذكري
لك .. لك يا صديقي اهدي هذا العمل
محمود زهير ديب الراعي

(5)
في يوم ميلاد صديقي نضال ..
لن اقول بالمائة والعشرين ، ولا بالاف والستين ولا حتي بعدد قطرات تلك البحور في خضم السنين ..
ولكني اقول : دمت الخير للغير بئرا ..
ودامت سنين الغير بك كالنبراس ..
كل عام وانت بخير يا صديقي

علي الهامش // لا يخونك ظن من اني أرقب ذاك التاريخ في خلجات صدري ولكنك تسرعت في الاعلان .. لعله خير
سأفي الصوت ان هو لاح وامتطي الضوء اذا الليل استراح
4/2/2011







الريالبولتيك !!

مصطلحات جاهزة ، ومسميات علي قدر الحاجة تولد ، واخري لا تلبث الا ونراها في طور التكوين .. تخرج فتلبس ثياب الحدث بكل المدلولات ، حينها نوقن بأن الافعال هي من تترك الصفة علي الاسماء وليس العكس بالصحيح ..
الريالبولتيك !! .. كلمة قرأتها في كتاب ، توقفت عندها ، بحثت فوجدت بأنها السياسة المبنية علي عوامل المصلحة الذاتية ، ادرت الكتاب علي وجهي ، قلت وقد قالت السكنات في عيناي : هلّا بعفوة؟ .. وإذاني اسرح في نوم طويل...
مضي الوقت بي في رتابة العادة .. نسيت الكلمة حنيما استيقظت واقدمت علي فعلٍ معهود .. اديت العصر ومكثت القليل في المسجد .. ذهبت للبيت سيرا علي الأقدم .. امسكت الحذاء وناديتُ ان هلمّ بي يا عنان الريح للبحر ذهبت لكي اعدو .. عَدَوْتُ علي الشاطي .. تذكرت حينها الريالبولتيك .. شهقت نفسا مَلَأتُ به صدري وقلت : الريالبولتيك ثم سكنت ..
جلست واقفا وكأني علي علي كرسي او بساط . نهضت فجأة اللحظة وتابعت في خطاي المسير .وإذا بطفل يعلب بكرته ناداني ، أن اقذف لي بالكرة يا هذا، فأنت منها قريب وأنا فيها البعيد . قذفتُها له وتابعتُ المسير. صعدتُ درج الاسفلت ببطئٍ ورحت أَعْدُوَ في الجري من جديد ، وصلت البيت ، واسترحت قليلا ثم اخذت حماما و علي السرير رقدت .. عادت الكلمة في جذبها الفكر وفيه تسيطر ،،،
قلت وانا علي السرير مستلقٍ محدثا نفسي : ما الاسقاط الذي بدي لمن اوجد الكلمة كي يلفظها بهذا اللفظ المركب ؟.. واي المواقف تلك التي رامته حتي يكون المعني كيفما هو ؟!
في همّة البحث المنهك . في فراغ الوقت . أشرعت نفسي أبحث عن الكلمة واتباحث فيها فوجدتها بالمعني
( بساسية الامر الواقع ) .. قلت لنفسي: لا بد من قصةٍ للريالبولتيك البسيط تحاكي..

" حدثوا يوماً عن صغيرِ الظبي ، كيف العشب الاخضر له كان الغذاء ، جفّتِ الارض من زرعها الا في براري الاسود ، تأبط الظبي جاعد أسدٍ ميت وكان له حينها الملبس ، في مشاع الارض أضحي الظبي يرنو بصوته الرقيق ويزئر : أريدُ العشب أين العشب؟ . تنبهتْ له بقية الاسود .. رأوا في رأسه قروناً متطاولة تزداد كل يومٍ هي في الطول ، سألوه : ما تلك القرون يا هذا ؟
قال الظبي المتخفي لهم حينها: حلّة .. ولها بالفعل الكثير
- وما هي فائدتها ؟
- تفغر بطون الفرائس بجانب المخلب والناب
- وكيف لنا بمثلها ؟
- بأن تأكلوا العشب الاخضر
- وهل الوصفة مضمونة
- بكل تأكيد ..
22/2/2011

فيلق


لن تغير البوبصلة الا نحو قُطبها ، في ابحر الحياة من تلك الارض ..
ولن ترفع الأشرُع الا في إكتمال مثيبها ، بخيط النسيم الذي فيه الدّرْزُ بِإبَرٍ لا تُسترد ..
ستُرفع الاشرع حينما يحين لها وقت الرفع ، وفي براري الاقدار سيتركُ المركب في خضم الحياة لكي يسير..
فيالق الروح في الفتي قد ابحرت .. وأوغلت .. في خلجات الحنين من تلك البحور.. الابحار فيها يجري بتوجيهٍ من تلك البوصلة ، الشارةُ منها له كخُطي المتثبّت . وعيناه علي الاشرعة تنظرها حتي تكتمل .
الميمنة تطغي بعدد السفن في فيْلَقه عن الميسرة ، البوصلة تمكنت بينهما من حوز مكان الوسط .. وفي قربها للمسيرة هي فيها الاقرب .
قالت المسيرة : الليلة عاصفةٌ هوجاء ، تلوح في الافق القريب ..ِ
قالت الميمنة : وكأنها سفن جيشٍ ، تزْمِجرُ في بحر الوجود فتمخره في الكون قفزا ..
قالت المؤخرة : نِتاج الاقدار سأرمُق ..
قالت المقدمة : وإنا هاهنا مستعدون ..
قال الربان : والفعل بالكل وقد كان .. يا بني الفيلق فإستعدوا ..

معامع العواصف قد إقتربت ، بقدوم ذاك الجيش . عاصفةٌ تقترب . فهل قبل البدء نزال ؟! ..
قال صوتٌ من تلك العاصفة للربان : لسنا سوي بِطَلبِنا منك الا بأشياءٍ ثلاث .. ان تترك البوصلة .. أن تترك البوصلة .. أن تترك البوصلة .. وأن تعيرها الترك في خضم الحياة .. فلست انت بها تنفع ، او هي بنفعها لك تلوح ..
قال الربان : وكيف اتابع ودونها المسير
الصوت : لك في النجوم هدي الدليل
قال : وهل يحيي الجسد دون المحرك ؟!
الصوت : بالامكان كذلك
قال : عليّ تمزح
الصوت : بقلبٍ مصطنع ..
قال : لن ينفع بي ذلك يا صوت - إذاً - فلتُدَر رحاب المعارك يا جيش .. فإما حياةٌ وإما حياة ..

فزعِا نهض الفتي ، وبقايا أحلام اليقظة ما زالت تتشبث بجفون عينيه .. في فراغ الاطراق استعاد تَذَكُراً ما قد رآه ، قد رام له المعزي حينها وبان .. امسك القلم وبدي في الحرف يِخُط ، قال حينها:
" كيف أتركُ مِنْ قصتي مَنْ كان فيها حبرَ العقدة ونسجُها ، ومن به تمام الاركان وسيطها ، ومن فيه طقوس التتابع لحرفي البسيط كي يُتبع ... فلست المسكين ولا المسكين يخدعني .. قد إرتضيت بالحال ، وفي رضا القرار إنغمست .. "
انتهت..
16/2/2011
محمود

الثغاء القاتم

الثغاء القاتم

الفاصلة ..
للترقّب خريرٌ ، والثغاء يشبهه
كالسيل هو في أقنّة النطرِ وهلة الحدث
ستندلح الفاصلة علي شغوف الخوف
ولن تأتي اللحظات دونما المكتوب
لنا حينها الصبر يا حرف ..

المقصلة ..
لا خيوط الشعراء ولا فلول النثر
ولا أزيز الحروف او غاسقٌ وقب
الأعناق إرتفعت وإشرأبت الافواه
من ذاك اللسان في سكين الحد

صديقة ..
تمايلت البسمة .. علي خد الطفلة
دون اليمين هو خد الشمال
تعاقب الناظر لها بتفحصٍ
ما بل الخد من تلك الطفلة ؟
قالوا : الرصاص الطائش
لا يعرف طفلا او هرما فاحش
لن تضحك الا بخد واحد
من هو الفاعل يا بني العبيد ؟
اي الرصاص شد من خد الطفلة ؟
قالوا : نيران صديقة

12/2/2011
محمود الراعي

السد ..

ركب السيارة أنفا ، في الطريق بِجَرْيِها والعجلاتُ فيه انعتقت ، نظر .. وعلي يمينه انتشارُ محالٍ للعطورِ تبيع ، كمثلها ناحية الشمال محالٌ في تشابُهِهَا علي مرآةَ الوجود وتوائمت(1) الشروع ، اكملتِ السيارة به الدّورة في المسير ، أميالٌ حتي إستلقمتِ الطرقُ السيارةَ بِسدّ ٍ يَمْتَشِقُ في شهقانِه شبح الرجوع لها الموجع.

عادت السيارة به نحو الواراء قليلا .. من طَرْفٍ خفيٍّ ، قد رأي الراكب المحالَّ المفتوحةَ ولها نظر ، توقفت السيارة وسط الطريق به فجأةً ، فإذا الاركان بالراكبِ إنْتَغَصَت ، اطرق رأسه للأرض يهوي، وإنسلت يداه تَرْتَفِع لتمسك به ، واضحي كمن هو في الحال مفكّر.. ، قال حينها :
" لا اعرف أي الأسباب وضوحا للسيارة حيث كان يفي لها وأن تلوك وسط الطريق فاجعة التوقف ، ولا ادري أي السدود تلك التي كانت المفرق حتي يلج الرجوع فيها بذاك النكوص المتهتَّك ، فهل فرغت الخزّانات من وقودها ، أم إن الزمان قد ألمّ بالسيارة ما قد يخفيه لها القدر.. " .

من علي احدي النوافذ المطلّة في مجلسه ، ازاح الفاصل القاتم بينه والخارج ، شريط المحلّات المرتصّ المتلاصق في ناظريه الأن بالنظر يُشاهد ، للمحلّ الصغير قد إنبثقت منه نظرة المتأمل المتفحص، فتح الباب، نزل ادراجه . مشي في الطريق . شدّ من مشيته قليلا . وإستعجلته رائحة عطرٍ بخطاه كي يسرع .. قال حينها مخاطبا نفسه : ما اسم ذاك العطر يا تري ؟!.

الرأس للأمام ممدود ، والانف مفتوح الشرفات ، والسيل في ارجائه بالماء يجري .. ورغم كل ذاك فقد اصبح الانف الأن هو دليل الموقف . دخل أحمدٍ المحل ...

بعيونٍ مغمضة ، وخشمٌ ممشوقُ المد ، به الخطوات قد أسرعت ، نحو مصدر العطر ذاك ، تناول القارورة من الرّف القريب ، امسكها ، قلّبها ، ازل الغطاء عنها ، قد حِسبها بالعطر طافحةً ، وإذاها بالفراغ تمتلأ .
" أين العطر من القارورة يا عم ؟ " سأل أحمد البائع ...
- رد عليه : هي بالفراغ كذلك
- وإلام يشير الفراغ ؟
- عندما تصوغ ادراج الرجوع تجدُك شاراتُ الخبر

مضي في طريقه ، بعد ان اعطي البائع الثمن .. في بضّعِ الكلمات ، حيّاه مبتسما ثم مضي .. أمسك القارورة بكلتا يديه ، بقوةٍ ، كمن يستجوب مُتّهَمَاً كي يقرّ بفعلِه ، ولكن القارورة في عصرِها لم يتأت لها بالحديث وان بوح .
مشي الخطوات ، في سعيه الحثيث ، لِيُنْشِد الخبر .. في قطع الطريق ، رفع الرأس من جديد ، ناحية المحل المقابل في الطرف الآخر .. اقترب منه ، وإذا به قد تنبّه للرائحة نفسها ، فالرائحة به إخترقت الشمّ في نيعها الجاذب.

علي درجات الباب ، بعد قطع الطريق تري الاحمد وقد صعد.. دخل المحل وكم به التمنّي أن لو يجد العطر في القارورة يمتلأ .. تناولها ، وإذا هي بالعطر كذلك .

قال للبائع : ما اسم ذاك العطر يا عم ؟
- لك الحرية فيه
- ولكني بالإسم اسأل
- ولكني بالحقيقة لك اُذِيع
- عن أي حقيقةٍ تتحدث ؟
- هي لك فإكتشفها

قال الاحمد : " حيقيقةٌ وكذا الحقائق ما اضرها بي في البحث ، أفلا تنْضبُ الحقائق في وجودها ، أم ان البلاهة ما زالت تتجذرُ روحيَ التي هي في غربال الضجر وقد سأِمَتْ."

اخذ القارورة يحملها بين يديه . رجع ادراجه . في الطريق مشي من جديد . نظر المحال ونظرها . نظر القارورة الاولي ، وكذا بالاخري وقد زِيدت بالفتح . رش بعض ما فيها علي سفوح ثيابه . ضحك قليلا من فعله القادم ، سأل بصمته متيقنا الرد : ما بالك يا عطر ؟
- رد عليه العطر قائلا : يا هذا .. وماذا طلبت؟
- لن تكون المصباح في علائه ، ولا حتي الخاتم في حكَّه ، ولكني اسألُكَ السِرَّ لي وان تبوح .
- انا لست خِبْئَاً ولا سراً يواري ، ولا طعنات حرفٍ او ريشُ الكلام
- !!!! أنت من ؟
- انا من كنت اجري في اذنين الروح ، امرُّ في بُطَيْن النفس ، انكز صمام العقل للشك فيك وانا يقفل .
- ولكنك عطر !
- ولك فيّ الذكري
- في ماذا ؟
- في يقين الحصول
- لست افهمك
- هل رأيت السد فعلاً ؟
- وكأني رأيت
- وهلا تحسستَه
- لا
- وإلام جزمت الخبر
- في النظر
- وهل هو حقاً موجود
- لربما هو كذلك
- إذاً تشك ؟
- لربما
- في القارورة الاولي ماذا وجدت ؟
- الفراغ
- وكيف له إنجذبت؟
- بالرائحة التي احسست فيها شيئا يخُصّني
- إن القارورة التي تحتضنني الان هي القلب ، والعطر الذي انا فيها هو يقين الروح ، السد الذي رأيت في الطريق هو شبح الشك فيك ، ونضوب الوقود في السيارة من توابعه ، قد جُذِبت لي لانك بي هادف ، فاملأني حتي السداه ، ولا تَنْقُصي بشكك ابد الحياة ، وإلا .. ستري السدود في سيرك من جديد .

........................................
توائمت(1) : من التوأم المتشابه

9/2/2011
محمود

جنون اللحظة




في هاجس الأيام رأيت ..
الحلم بداية الجنون
والجنون منبته واحد
شعرةٌ تفصله والذكاء
بسمك حبر علي ورق الإباء
وهو في شرفات الكتب جميل .

صوت : لست جميلا ولا في بيارق الجمال اكون..
قلت : رويدك يا جميل الصوت
- في كلامك وماذا قصدت ؟ ..
- كل جميل
- فقط ؟!
- وأزيد في خطي لك الجبين
- في ماذا ؟
- في الرد ، وليكنْ ردي لك كمن هو فيه القائل :
ومن جهلت نفسه قدرها يري منه غيره ما لا يري
قال الصوت مستغربا : ونفسك قد رأيت مني ما لم اره ، فحدثني ما رأيت ..
قلت له : حلم
- وهل في حقيقه حقيقة ؟
- طبعا
- وهل هو ذا جميل ؟
- بحجم النجوم
- فتحدث اذا
- ولكني لك مني طلبٌ فارجوا الوفاء
- وما هو ؟
- أن تقصم الشعرة




4/2/2010
محمود