الجمعة، 24 يونيو 2011

فيلق


لن تغير البوبصلة الا نحو قُطبها ، في ابحر الحياة من تلك الارض ..
ولن ترفع الأشرُع الا في إكتمال مثيبها ، بخيط النسيم الذي فيه الدّرْزُ بِإبَرٍ لا تُسترد ..
ستُرفع الاشرع حينما يحين لها وقت الرفع ، وفي براري الاقدار سيتركُ المركب في خضم الحياة لكي يسير..
فيالق الروح في الفتي قد ابحرت .. وأوغلت .. في خلجات الحنين من تلك البحور.. الابحار فيها يجري بتوجيهٍ من تلك البوصلة ، الشارةُ منها له كخُطي المتثبّت . وعيناه علي الاشرعة تنظرها حتي تكتمل .
الميمنة تطغي بعدد السفن في فيْلَقه عن الميسرة ، البوصلة تمكنت بينهما من حوز مكان الوسط .. وفي قربها للمسيرة هي فيها الاقرب .
قالت المسيرة : الليلة عاصفةٌ هوجاء ، تلوح في الافق القريب ..ِ
قالت الميمنة : وكأنها سفن جيشٍ ، تزْمِجرُ في بحر الوجود فتمخره في الكون قفزا ..
قالت المؤخرة : نِتاج الاقدار سأرمُق ..
قالت المقدمة : وإنا هاهنا مستعدون ..
قال الربان : والفعل بالكل وقد كان .. يا بني الفيلق فإستعدوا ..

معامع العواصف قد إقتربت ، بقدوم ذاك الجيش . عاصفةٌ تقترب . فهل قبل البدء نزال ؟! ..
قال صوتٌ من تلك العاصفة للربان : لسنا سوي بِطَلبِنا منك الا بأشياءٍ ثلاث .. ان تترك البوصلة .. أن تترك البوصلة .. أن تترك البوصلة .. وأن تعيرها الترك في خضم الحياة .. فلست انت بها تنفع ، او هي بنفعها لك تلوح ..
قال الربان : وكيف اتابع ودونها المسير
الصوت : لك في النجوم هدي الدليل
قال : وهل يحيي الجسد دون المحرك ؟!
الصوت : بالامكان كذلك
قال : عليّ تمزح
الصوت : بقلبٍ مصطنع ..
قال : لن ينفع بي ذلك يا صوت - إذاً - فلتُدَر رحاب المعارك يا جيش .. فإما حياةٌ وإما حياة ..

فزعِا نهض الفتي ، وبقايا أحلام اليقظة ما زالت تتشبث بجفون عينيه .. في فراغ الاطراق استعاد تَذَكُراً ما قد رآه ، قد رام له المعزي حينها وبان .. امسك القلم وبدي في الحرف يِخُط ، قال حينها:
" كيف أتركُ مِنْ قصتي مَنْ كان فيها حبرَ العقدة ونسجُها ، ومن به تمام الاركان وسيطها ، ومن فيه طقوس التتابع لحرفي البسيط كي يُتبع ... فلست المسكين ولا المسكين يخدعني .. قد إرتضيت بالحال ، وفي رضا القرار إنغمست .. "
انتهت..
16/2/2011
محمود

هناك تعليقان (2):