الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

ضرورة ملحّة ..


عندما تري ان هنا خطأٌ ما وكان لا بد له من اعادة النظر فيه ، ولكنك لم ترعْ سبل التصحيح السوّي فيه فترقّ النفسُ فيك حتما الي نتائج مضنية .
وكَأنا في اعراضنا للتصحيح نري السعادة متبذّله لنا في عطائها لكونها مغمضةً عنا في تبدلها فينا المواقف الي ما نريد .
اقولها وحسبي بالقول لنفسي وللغير : لماذا إن لم نصل للسعادة المطلقة نهيم لأنفسنا حينها الحزن المطلق ، فعندها ماذا نكون ؟ والظن حينها بي وبالغير كظن يوسفٍ عندما قال : (معاذ الله ) سنصبر ولنا الأجر من الله .

(جالست امي برهةَ العصر في يوم عابر ، وتلاطفت بها شذي الكلام الحنون ، وأردفتها الحديث بصراحةٍ تامة عما يختلجُ جزءاً من صدري في عاطفةٍ عادية ، فكان الرد حقا شافٍ جميل ولكنه كان لا بد فيه من صبرٍ طويل الامد .)

وكذا الحال ..
أشار له الحسُّ فيه الرأي وقد راق له الإستناد بخياله قُبالة الحائط في ذروة البدء في بنائه الي ضرورةً ملحة .
ما هي وكيف وما سببها ؟ اوليس الحس لربما يخيب في اغلب اللحظات ؟ ام إنه إن لم يكن التوحّدَ فيه التشابه فالاختلاف يسري محله ولو بعكسٍ صحيح .
تعبّئ خالدٌ بشحناتِ فتورٍ يائسة ، وأستهل نهاره في تلِّ الاوقات بالتذمر الصامت الموحش ، فهل حقاً لا بد من حقيقةٍ لحسٍ به تبان ؟
فكذا البنّاء علي اسيل التغندرِ وقد حضر ..
تكوّر حول الطوب متربعا وتتابع بخُياله البِنَاء قائماً بشتي صور ..
كالسيف إستلّ لسانه فيه الموقف وسَطّرَ صمته بقفلِ الحديث المستمر بثقلٍ مكفهر ..
ترنحّ الكلام في ثغره بتعبٍ ولازم التوقف لراحةٍ ولامس الطوب بكلتا يديه فقال البنّاء : آيسٌ لا يصبر لضرر ..
فقال خالد : كيف ذاك والطين معجونٌ بيديَّ لسنين واللين فيه كالصّخر..
لامسته بالخلط وما ايقنت فيه غشٌ قد ظهر ..
البنّاء : لا تَلُمِ الخلط فلعله متحيّدٌ مظلوم ..
خالد : وما لي السمع تشقّه بسيفك الزؤوم ..
البنّاء: إنما هو الحق لا بد فيه من قولٍ فصل ..
خالد : لا .. انما انت غدّارٌ تريد من طوبنا التشفي السقيم ..
البنّاء : وما لي والطوب منك ان لم ادعه لبنائك يطيب بك عمرا وتضحي فيه هرم ضنين ..
خالد : كيف اجدُر بك التصديق ..
البنّاء : دع الايام بأحاديثها تُريك عندما يتنسم في مساماته لك الضيق ..
خالد : دعك من هذا وتوّل البناء ..
فبدأ البناء ..
ولكنه ما اردف البنّاء الا التوقف فيه التفكير ..
انزله من علي بنايته وقال دلني كي اتولي فيه التدبير ..
فقال البنّاء : كل تدبير في الحاجة له تروّيِ معقول ..
وما عساك الا مستيقظ فيه ماردَ البيان الفهيم ..
وما الايام بك الا بحقيقةٍ ستنسف ما شاخاه الاحلام فيك من طوب طريقه الغش ..
فكيف لو شاد البناء بحاله فيك عاليا متعالي ؟ ..
أنتهي كلامه ..
فقال خالد بعد وقتٍ وحين :
اراه علي الدوام قد صدق ..

حقا دعي الايام تثبت ما تشاء ..
وطب نفسا اذا حكم القضاء ..
فالايام لربما فيها ما لا يضنيه عقل ولا يستسيغه فكر الا بترويٍ صحيح ..

انتهي ..
دمتم..
محمود الراعي ..
28/9/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق