السبت، 9 أكتوبر 2010

ضريبة ..

نحن في الدنيا كأنا في مِقصلةٍ ارجاؤها مقسّمةٌ الي ثنايا وزوايا ، نتشردق فيها هنا وهناك ، الطور فينا مجزوم بما نخُطّه لانفسنا بمتضادين (1) ، وعيدان الحصير من جُعَبِنا ما اضحت الا وتنفذ حتي نراها يوما ما كفراغٍ سقيم ، وما السقمُ فيها بالجسد الرامي بنا الفراش ، بل الروح في سقهما تكون اشد لوعاً واكثر من ايلام .

فالمعضلة ليست في المرض او السقم بعينه المبصرة او العمياء ، بل ان المعضلةَ هي ان نرتضي بدوام السقم فينا ، لا نشحذ لو بيسير الهمة فينا نحو الخلاص به المنول ، وكذا البحث عن العلاج اول سبل الشفاء المتتابع ، ثم حتما ولا بده من ان يتلوه الاستقرار في الدنيا وتتابعا به في الآخرة ..

نبحث إذا عن الاستقرار ..
وبالاحراي عن السعادة الابدية ..
لتلك السعادة ضريبةٌ لا تتم الا من خلالها ، متوارة في نفوسنا وحتي في سبل التفكير العادي فينا ..
فالتفكير فينا له حقائقٌ يسير عليها بخطاً ثابتة حتي ولوج الطريق التمامُ الصحيح ..
حقائقٌ تعرض فما لنا فيها الا التفحص الوافي .. ثم ما نلبث الا ونري لتلك الحقائق قوانين ملزمة بتحقيق النفع منها للروح قبل الجسد ..
فالقانون ما ان سيرناه فينا بتطبيقٍ مترامي به الحقيقة بعينها سنبلغ حينها ما كانت فيه النفوس باحثة عنها قاصدة ام لم تقصد .. ويا حبذا لو كان عن قصدٍ مورود ، فالنتيجة حينها ابلغ في وصل الحقيقية للقلب بهنا ..

لكن الامور هنا تحتاج منا بذل طاقة للوصول الي مرادها ، فالقمصان لا نرتديها هكذا جاهزة من علي نبات القطن كلٌّ حسب مقاسه ، لان الشئ لا بد له من عملٍ وتفكيرٍ صبرٍ عماده ان الله مع الصابرين ، ثم يقينا سنتحسس أنّا قد أقتربنا من قمة السعادة في طريقنا اليها ، لانها ثابتة متربعة والحوز منها منال كل باحث طنيب ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
"فما اصابك من خير فمن الله وما اصابك من شرٍ فمن نفسك "
"أنا عن حسن ظن العبد بي فليظن بي ما يشاء" صدق رب العزة في الحديث القدسي

......................
محمود الراعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق