الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

إرهاصات الحال ..


إرهاصات تنقدح بشررها فجأةً في مكنونه فتهيم اللهيب في شعوره الداخلي بما قد لا ينال أي فهمٍ بها عند غيره من الناس بقرائن الاحساس أي معني ، ولا يسعفهم التوضيح الا بإقاد شعلةٍ يروْها في جسد الورق في مرسمه كالرعشةِ المتحررةَ إن كان لهم حسُّ تذوق ، وكذا الخفقان يتبعُ التحرر في تشابهاتِ الرسم التي لربما فيها الارواح تتناسخ .

هنا خالدٌ وعلي ضفاف اللا بعد تري اصنافه المتشابهةَ تتوخي خيوطاً جدالُها لا تعمد التوصيل الا في لحظاتِ تجلٍّ فارقة ، وحينما ينظرها حقيقيةً شاخصةً بتكاملاتها يتمتم في صارخه : كيف الخلاص؟؟
قد تراه حول ذاته متوحدا لا تشاطره الاحداث بما تكنّه لغيره من الناس من احزانٍ الا بقسطٍ لا يتعدي سُمك الظفر فيه من أسي ، ولكنك ما ان تنظرَته بنظراتِك تلك فحقا كنت حينها به مخطأ.
كم آمن بالصمت له مخلصاً من ثورةٍ كانت ما إن تخبوا وتضمر وتضمحلَ الا وتنفتِلَ به من جديدٍ كقدرٍ مغطي بما يحوي من ماءٍ يغلي ، والناس من حوله ظانون فيه هدوءً به قد سيطر.
قال خالد : آآآهٍ لو تتهادي نسائم الخلاص بما تتنازع فيه روحي من احلاكٍ لسويعاتٍ قليلة لربما أسترقّها بعقلٍ راشدٍ مفكر .. وأنّا لي ذلك ..

جلس امام مرسمه وتناول القلم بيمينه وقال بصوت متجشأ فيه دمعٌ حبيس: سأهزم اليوم لونك الابيض يا ورقة ولا تضنيني بسوادك الدائم بعد اليوم ..
ثم تابع..
نعم ساهزمها ..
سآسرها بألوانٍ عدّة ..
سأسوقها نحو فكرٍ مختلف ..
سأستبيح بيضتها وآكل لونها الفاتح بنهمٍ شديد ..
لن تضنيني بعد اليوم بصمتك القافر ..
سأرسم شقائق روحي عليك وأتصل بها بهاتفِ الخط بحبرٍ أخطه بلا توقفٍ ، وحينما لا يتواخاها الناس بالتذوق فلن نلْتفت لهم ما دمنا نتخذك وسيطاً بتشابهاتي المأمولة .
سأستبيح بيضتك ولن تضنيني بسوادك الدائم بعد اليوم .
يا ورقة ..
خيوطٌ سابحة في أرجائكِ كطائرٍ بلا أجنجة قد استهلّيت الرضي في فقدها ، و العابر بنظره فيك يقول: كأنها تحرّشات طفل أمسك بقلمه وبدا فيه يسير.
حقا انها لتحرشاتٍ ولكنها بخطٍ ساقته الايام بما لا تتجرعة حتي الظنون..
وما إن تكتمل اللوحة في وريقاتها وما فيها من أحداثٍ تري خالدا ينظرها بنظراتِ بهاءٍ رمزي متألقٍ لحدث لربما يكون في حدوثه جد قريب .
وكذا المجهول علي ليلاه يعني ..
انتهي ..
محمود الراعي
2/10/2010

هناك 3 تعليقات:

  1. رسمة بمعانيها المخفية وبملامحها الشبه غامضة أقوى من كل الكلمات التي كتبتها كثيرة الدلائل قليل من يفهمها لا يفهمها إلا من يمعن ويتأمل ويصل للحالة النفسية لمن رسمها رسمها بلون أسود يتوق لأن يتحول هذا اللون في يوم من الأيام لمزيج من ألوان قوس قزح عندئذ تكون الأماني قد تحقق بإذن الله.

    ردحذف
  2. كم سرني مرورك وردك اخي
    ولكني اتوق لمعرفتك اكثر ..
    إن من يقل مثل هذا الكلام كان حق عليّ التعرف به..
    لانك قد فهمت قسطا مما انا فيه ..
    بإنتظارك اخي

    ردحذف
  3. إن ثورة الغضب والحزن والألم في أنفسنا تتأجج نيرانها بحيث تبحث عن ورقة بيضاء ترسم عليها مشاعر دفينة تحول عالمك سوادا تظهرها للناس بابتسامة رزينة لا تنفك تجرفك حتى تبدي ما بداخلك على ورقة بيضاء علّ يكون بين خربشاتها بعض الخلاص.
    كل الاحترام لقلمك المبدع
    وتقبل مروري

    ردحذف