السبت، 9 أكتوبر 2010

الإستقرار ..

يُثْبِتُ النهرَ في جريانه و الحياةَ في سيرهما الأزليَ في اتجاهٍ واحدٍ انّ هناك ثمّة تشابهٍ مختلف ، اختلافٌ في الانسجام المستوحي ، وتشابهُ الاتجاه المسلوك ، ولكلٍ فلسفته التي تتوافق مع ماديته الجمادية او مع فطرته الأزلية ، لكن المهم فيهما ألّا يخرّ الإلتباسَ ببراثينه فيهما عند أي عاقلٍ مفكر..

في النهر ..

الحصي تتفاوت في مرورها فيه ..
منها ما هي مشرومةٌ فيها الزاوية ، تسير فيه هنيةً ثم تتثبتُ به حتي تقضي جُلَّ وجودها في مستنقع كنّه الركود الي وقتٍ وحين ..
وآخري راسخةٌ في مكانها ، فالحجم فيها كبير ، لا يحرِّكها جريان الماء بقوته الا في زلازلٍ او ما تتشابه معه في ظروفٍ فارقة ..
لكن الغاية في الجريان هو الوصول لغاية اسمي .. ( الإستقرار )

في الحياة ..

الناس تتهافت في استعجال الحوز منها ..
فيها اناسٌ مقصومٌ فيهم سموَّ الغاية ..
يتثبتون في بيداءَ الوقتِ المقتولَ فيهم دوما ، وحين التصلّب عند حد السيف منه لا ينفع لهم حينها الا نُواحٌ بجلل ..
وأخري منحلّةٌ في عقود الوثق فيها، لا يردعها الا موتٌ يشوبها في ظروفٍ مفاجئةً تلوح وقد ادمت فيها المقل ..
فالغاية فيها متناساةٌ مفقودة .. (الاستقرار المستمر )

فالأنهار في سيرها والحياة في تشابهٍ مختلف ..
قُدّر لهما هكذا السير ، العمر بتحولقاته النديّة قد سري ، الشمس في بزوغ الغروب فيها تترقب يوما كنّه حسير، القمر في خلالها متحرزا ضوئها المنفلت في عجلٍ سابحٍ لرده نحو قدرٍ خطه قلمٌ في لوحٍ محفوظ ، الغاية فيه التنوير ، فالشمس لو تمنّعت في طلبه لرأينا حينها التبديل ..
فالغاية السامية لا تتحري أي وسيلة ، ولا تنتقي في اسمالها الا الفضيلة ، كل ما عليها الا التحقيق المراد الجازم بها ، فتترجَم جزافا بحروفٍ وكلمات ثم افعال ..
لكن الضمير هو المراقب الحقيقي ..

أنتهي ..
محمود الراعي
5/10/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق