الأحد، 31 أكتوبر 2010

قال أحدهم (1) ..


قال أحدهم (بلسان الحال) :
إختلاف ..
لاذني بالصمت حتي صار بي سمةً لا تفارق ..
اوقد في قلبي صوتاً رأيتُ سلالمه المكتوبةَ تفوحُ في رؤياي عند المنام ..

غدا ستُكشف الستر ويندلع في اقتابها نار الخروج كترانيمٌ ودسر ..
هناك في سنون الماضيَ التي ولّت ..
( شمعٌ يتقطر ، وسماءٌ تتفتح ، وتشابه طفلٍ بآخر كرجلٍ رشيد ..)
اقُحِمت سماء فكري بغمامةٍ مرئتها تُخفي في أواسط الماء الذارف فيها وكزة ..
أولها ..
(تقريبا قبل حوالي 11 سنة..)
" امسيتُ ليلي والصغر بي في حداثته متوحماً بحمي شديدة ، توكأتْ أمي بالفراش عند رأسي، تُتَابعُ لي حال التبريد الساري لي بترقّب ، فلم تتلقي فيه إنخفاضا الي حدٍ مطمئن ..
نظرتُها في حِيرتها تتكلم ، اُوْقِظ والدي من نومه ، ثم ركبنا قطار الوقت في إسراعه الواثر ..
سويعاتٌ تمرّ والحال يشتدت بي كعاصفة تتبجّح في هبوبها وقلبُ امي فيها كمركبٍ وتحن فيه بي الهدوء..
هكذا فجأةً زال الخطر ..
رجعنا البيت وارتميتُ علي فراشي ، وانتصر سلطان النوم علي جنود اليقظة التعِبة ..
وكأني في عالم مختلف ولكني موقنٌ بحسي من أني في مدرستي الابتدائية ..
الوهن اجلسني عتبةَ السلم الاول ، صعدتُّ بصعوبة ، وصلتُ قمة الدرج ، نظرتُ الكون من حولي احمراً محمراً اري فيه الخوف السابح .. الطلاب ،الجدران ، وحتي ما أخالُه في نفسي تخيّلاً كله بلونٍ احمر ..
وصلت قمة الدرج ، توقفت وسار القول بي حينها : الي هنا وسأستريح ولن تكون لي قدرة علي المواصلة ..
فجأة شعرت بهزة في قلبي اوثقت نظري للأعلي ، رأيت شخصان يقفان بقربي ، الحس بهما في نفسي انهما مرأيان ولكنّ وصفي لهما لا ينجو من مخرج ، ناداني احدهما بأسمي فقال : فلان ، فوقفتُ دون أي كلمة ، كانت في حوزتهم شمعة مُضَائة ، وكأني تنسّمتُ في وجودهما صفة الاطمئنان السادي ، لا خوفٌ يخالطه ابدا البتة ..
مدّ الشمعة لي وقال دعها تتقطر في لسانك نقطة واحدة ولا تخف ، فعلتُ كما أسدي لي من قوله...
ثم سري هبوب ريحٍ بصريرها الهافي ، صُنّ فيه سمعي فوَثِبَتُ واقفا من جديد ، رأيت اللون الاحمر قد تبدّل الي شئ لا يمُتُّ للألوان بصلة ، لكني رأيته مختلف ... ما هو وكيف ولما هو بي ... فمِن هنا بدأ السؤال المؤرِّق ..

خوفنا من الظلام ليس من الظلام هكذا فحسب ...
بل الخوف نابعٌ في ما يتواري خلف الظلام الحالك ..
كم رأيت في منامي؟ او كمْ حلمت؟ او كم رأيت في يقيني من أشياءٍ احِسها في داخلي إلا وورائها شئ..

تلك صور وكذا هي الاحلام وتلك هي رؤئ ..
منها ما رأيتها كعيان الشمس ومنها ما يتواري خلف غيومٍ فيها ظلام سائد ..
ويا ليت الخلاص في طريقه بي يوقد ..

إنتهي حديثه في الكلام وصمت ..

بقلم / محمود الراعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق