الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

ومضات الذكري..


إنْ كنا نكتب او نرسم او حتي نغني ونرقص للاشئ هكذا فسحب ، فهذا زيفٌ ساخر ..
إن عشنا اللاشئ هكذا لمقتضي العيش مسايرة الحياة بموجوداتها فكون ذاك هو الموت المحقق ..
انسان ما ، فكرة ، او حتي حقيقة لها القلب يترقّب.. فثمّة مخبوئةٍ فيه النوايا بالاعمال تتواري ..

وككل الاشياء في مُنْتهاها تتأصّلُ الذكري بفريدها في العمر ابد الحياة ..
تتشبّث متلازمة الاحساس في حدوثها للشئ بتلابيب الشاهد المقرّب ..
علي ضفاف التل ..
ومن هنا وعلي خط الافق في مرمي ناظريَّ لمشهدٍ يفتَتِن بمرْآه ساحر الجمال قد نظرت ..
أوقفتني سحابةٌ بظلها ، اوقفتني فرأيتها تتقطّر وميضاً بتناظُرٍ تليد ، اسرحت فيه خيالي ، امسكته فوثّقتُه في وترِ التدوين لديّ ، ثم عَقِلْتُه بوتدِ الكتاب حتي تجزّأ في بزوغ الفجر لثلاثة أشياءٍ متجزّة ، نظرتُها متجمّعةً وما آثرتُ النظر فيها الكل الا بهدوءٍ تام ، وصَلتُ البيت والقمرَ اضحي نورُه موتور ، أزَحتُ الباب بيدي فَفُتح من غير طرقٍ ، أدرت مفتاح الضوء بسبّابتي ، صعدت السلم بخفةٍ لم أكن لي عهدٌ بها حتي اهتديت الي غرفتي الفذّة ، تربّعتْ قدماي علي سريري، ثم وَخَذْتُ وتري بصمتيَ فَتْحَاً ، وكذا آثرت التجمع في ذاك الوميض كالرائي به شريطاً بنوره لروحي يسْرِي ..
توقفت ، تعجبت ، تأملت ..
ومضات ومضات ومضات .. تفاجأت بهن ، رأيتهن كشرانق تتفتح فتخرج منها صورٌ وكلمات ..
الهي ..
فراق وأمل ، وقلوبٌ ترتحل ، ونفس تتوق لراحةٍ ابدية ..
كيف ذاك ..
" طفلان علي مفرِق الأحداث يُغنّيان اغنيةً تترُها رونقٌ حزين ، يتيمان الاب هما ولكنهما من امهاتٍ تختلف ، امسَ الطفل واخته ممسكان ببعضهما وسارا في عباب التتر في ليلٍ خِضمُّه صخبٌ شخير ، تمسّك الطفل بإخته ثم تابعا في حزنه المسير ، وصلا البيت فتحسسا فيه الاهل هائمون مستعدون ، نادي فيهم المنادي : قد ازف الرحيل فكن علي استعدٍ يا ثائر .. ومضات ومضات ومضات .. هكذا هو الوميض إذا ..
انتهي المشهد دون آخر ، ثم استراحةً ، لكنها بغير نهايةٍ خاتمة ..

ا
كْتبُ سؤالا ضاغطا بقلبي ويا ليته بالرد احِسُّه
هل النور للكفيف بحرِّه من حِسٍّ فيه الشعور يبان؟

إن كان الحرُّ به يسري مُسايرة الدفئ من برده
فالنور حينها في خياله له مُتَرَاآ بوجوده المزران

خيوطٌ آثرتها في دفتري واصبغتها سمة التجمع حينها
كحبكةٍ حُبكتْ الا والشبه فيها الحدث يفلقُ الصوُان

نحن ذكري ولكن النسيان بنا في شمائله بنا يسطو
وما كل ذكـري ببــاب التناسي فيها الاركـان تُهان


القلوب لا ترتحل من جذودها ..
تبقي ما بقي النور من شمسنا طافح ..
يكتب بأديمها الحانُ سلالم نوتةٍ لذكري فاخرة ..
ولو ارتحلت هكذا سنخوّن الذكري اذاً فيها ..
اليقين بنا في تلك القلوب يترنّح بريحه للأفق عندما تنادي: أنا ظلٌ قريب قريب قريب ..
سننثر حكايا طير سابحٍ في جو السماء ..
لا يغدوا ولا ترنو فيه روْحة ذِكْرٍ الا ودعاءَ الشوقِ به يأسر النورسُ الجميل ..
هنا كانوا وقرب الوادي تنسموا هبوب آثيرٍ ربما هو مختلف ..
الانسان ذكري ..
لا ولن تنتهي بعد ....
محمود زهير الراعي ....

..........ومضات الذكري" ...
8/10/2010


هناك تعليقان (2):

  1. أبدا لا ولن تنتهي ذكريات الإنسان

    ردحذف
  2. ^_^ مرور جميل ،كل التحية لمعرّفك

    ردحذف