الأحد، 7 نوفمبر 2010

إرادةُ التفاؤل ..


هي لا غير سواها تفي له التحريك ، فتبرير المفاضلة حجةٌ مكملاتها شروط آنية ..
تنوح دثائر الركود في بواديه "أن توقف" ، لكن الجذب في سحرها يثبت الجزل بتأثيرها القابض.
قد نري التثبيط يمعن التوغل في نفوسٍ سماتها "لا استطيع" ، لكن التجارب في حقولها له فيها كالمسرح لا تفني فيه الأحداث او تُردّي من قِصر ..
يخرج في كل يومٍ صباحها به يتشقق ، يتشردق به الضيّ بتلاحقه المتواتر ، تتندي قطراتها في كؤوسه الفارغة بتناسق ، وفي إمتلائها نري المسكوب من كُثر ما به من فيضٍ كعسول النحل المتقطّر.

يراها في كل لحنٍ به الروح تولع ، ينساق صوب اثيرها نور السعد المتدفّق ، يتمتم في صعوده نحو قممها "بك سأتصل" ..
يناديها فيطيب له منها الرد ، يستغيثها فتجلب له خير طنيب ، فشروطها الصبر في نضوجه من حقول الرضا ، وتمامها شوق الناتج يُتوِّجُه إخلاص متين ..

قال له الطبيب ذات يوم : إن لك في الحياة أياماً معدودة ، وأنفاساً في صعود الصدر فيك بهواء متقطِّع ، البدن في عُضاله فيك بتناحُره يتفطّر، وشحوب المحيا في هاماتك كزير الصخر المتهتِّر ، إن أردفتك الدواء ففيه الوقت يضيع ، وإن أسقيتُك العزاء في كلامي ففيه حقٌّ نظير ، فأوصِ وشدد فيما انت به موصٍ .

رد عليه فقال : قد تري المرض بي قد ألَمَّ ، وإنحراف الهيئة بي قد مسّها السقم ، لكن الروح بي شامخة نديّة ، فإنبلاج الكلام فيك لي نقصٌ يلهث ، إن شملتني ببعض حقولك فزرعي في ارضك يهْفُت ، وإن عشّمتني ببعض ما تراه عيناك ففيهما قِصراً يربِت ، وإن بخلت لي الهواء بقولك فكُن في توقعك لي بحدود .

سأرتوي بصمتك الساري المتوقع ، وأوغر بعكوس نصحك لي عباب بِشرٍ مترفَّع ..
سأسير عكس تيارٍ أنت فيه مُجبر ، وأشطُرُ بقايا انفاسي الي انصافٍ بتفاؤلٍ يزهر ، سأحيا بالخير ما فتأت
الروح في جسدي تدُبّ ، ولن يضرها جسدٌ مهترٍ، او سقمٌ بتاثيرٍ متعنْتِر، فهاتف الوصل كان ولا زال بي علي
الدوام مفتوح ، قال الله تعالي (في حديثه ص) : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ، فليظن بي ما يشاء ) ..


أنتهي ..
7/11/2010
محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق