الخميس، 30 سبتمبر 2010

جاذبية شجرة ..

هم يقولون..
ولكني اقول شئيا آخر..
فقولهم لا يخرُّ مِشط فردٍ شجي ..
**
قالوا ..
وقلتُ ما قالته الثمرة ..
حيث قالوا (بلسان الحال ) وما بالقول من ندي :

تبدو خِصالَ أفْرُعِها تتقارب فيها النضارةَ بتلاحقٍ سيّار، تتجمعُ كشِبَاكٍ لا يؤول الجُهدَ لجذبِ الأشياء فيها الا بتسارعٍ واضح ، تتباطأ الريح فيها الهبوبَ ، ولكنها تتأبطتُ الشباك بحَذرِها الضانيِ الفريد.
وعند الهروبِ من خلجاتها لمعضلةٍ ، ما نري الشباك الا كمتحولقٍ متشربكٍ تامَّ الحصر لما وجد في داخلها بعنفوانيةٍ ساحرة .

لا سبيل للضرر فيها ولكنه أحساسٌ تقذفه ببذخٍ كمغناطيسٍ منوّم ، فلها في الاقوال عند الناس ما هو مُتَأَتٍّ في كُتبِ الأحداث التي ساقتها ألف حكاية لأسماع الخلق بها ترهف.

إستراح خالدٌ في ظلّها الفاتر ، وتلاصقت نسمات الصَحْبِ في احاسيسٍ متحاملةً البعد في خوفها الساهر ، ولكن خليلَ الشجاعةِ ابدي التفحص لأديمها المُرعِب لكل ما عابه المجهول .
تسلّق وإستهل الصعود وسط اغصانها المُلْتفّة ، تتابع فيها انظره ، وتطايرت في فضائها منه تنهيدةٌ فهيّة ، ثم رأي ثمرة تُشارف فيها علي السقوط ، فتقرّبَ منها وسال من ريقه سؤالاً لتلك الثمرة قائلاً :

الناسُ حَيْرا متلبسةً الخوفَ بأكمامها
أفي شئٍ تُخْفُونه والروح فيها الترويع؟

سَاْلَت كلمـاتُهم مِدْراءً والظــن اضحي
بالشرّ فيك وما عساه الا كنارٍ وقصيع

تحاشينا الولوجَ في ظلالك والنفس تُرْقي
بالكتاب عساه كافٍ من عصاكِ الفجيع

سألتُك والــظن بالخير فيك عــندي سالكٌ
فإشفِ قلباً عاشقاً من داءٍ به قد سطر

ردت عليه الثمرة قائلةً :


كَثْرُ الكلامِ فيه الناسَ اضحي زيادةً
والنقصانَ فيه لا تعرفه افواههم ابد الدهر

تَقْذِفُنا الكلمات في صدورهم كلَّ تلاسنٍ
وما ساروا للحقيقية الا بتوهُّمٍ فيه الصفر

تناقلوا الأخبار من شخوصٍ جلها تبعيةٌ
كغبيٍ توهم التصديق في كِذْبةٍ ألفها بفخر

يا مفتولَ التفكيرِ تفحصِ الاخبار بتمهلٍ
فما عساك الا بالتروي تنال ما جافتهُ الصور


انتهي ..
دمتم بعز..
محمود الراعي
24/9/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق