الخميس، 30 سبتمبر 2010

أروقةُ فجرٍ مشتاقة ..


عَلِّي أراكَ والنورَ في مخاضِ الليل بانتْ آلمُه كخيطٍ أبيضَ فيه العقدَ المسودةَ تناظرت في الليلِ المطلِِّ علي حافةِ الصباح باندثار ..
تري الخيط يمتدُّ فيتّسعَ فيه الطلقَّ حتي نسمعُ له زقزقةَ بزوغ فجرٍ جديد ..
كم كنتُ أتمني للنورِ أن لو أطالَ بنا المكوثَ في ظهْرانِينَا وقتاً آخر فنستمدَّ فيه نمارقٌ في تجاويفها رحيقاً طعمه حلواً جذاب ...
لكن الغروب فيه بدي كمعلنٍ فيه مقولةً : فالحياة في نواميس الكون ما أضحت إلا بدوام الشئ له بتواجدٍ نقصان ...
تروقُ الشمسُ للناظر في شمائلِ التلّ القريبِ عند حلول الصباح في مجالسنا عين الفرح الزاهي...
فإنعكاس أشعتها له سحراً تتحسسُ مفاتنه الروحَ بمنظرٍ جميلٍ آخّاذ ...
هي في أديم الكون كذهبٍ مُصْفرّاً فيه التلألأ قد بدي الي حين أنحسارها في الافق المتراني الي ذكري فريدة .

كالشمس هو/هي ..
كيف نروق لبُعده عنا ، وهو فينا اشد لوعاً من تلاحق الليل والنهار في تكرارهما المتأخي؟ ...
كيف نتوسّد صحائفاً تخلو من عبيره ذي الطعم الوفي الآسنِ الهاني؟ ..
ولكنا حتما سنذكره ببيارقِ الروح في مكنون الحياةِ الأبدي بلا تناسٍ مسيْطر ...

ندّتْ أروقةُ الفجرِ بقَطْرِها علي الأرجاءِ فيه الجمالَ
وتنسّمتْ الهبوبَ في تلابيبِ الثنايا فيها الصّور

وقفنا والصحبُ فيها مسحوراً متآخذٌ في وكناتــها
فما تردّينا الي فريدِ الأشباه الا والروح فيها كالقمر

طُوِّلَ الحُسن في دفاتها حتي ايقنتنا ورديّةٌ تتلي
فأوثقتنا بثخينِها كآسِرٍ أغلاله متكاملة بوردٍ وزهر

حمائمُ الوجودِ فيها صاحت متفنِّدةٌ حذرةً بغريدها
فتلمّستها ريح الاشواق للسمع فيها طريقا قد ظهر
وما زلنا بالشوق ننتظر ..
انتهي ..
دمتم بعز..
محمود الراعي
21/9/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق