الخميس، 30 سبتمبر 2010

أنْ تشك ..


إلام النفس في حملها لاثقال الغير يشتد فيه النزع يوم لا تجد وقتَ الحاجة في صحبِك إلا كلاماً منثورا في الهواء مزينَ القول فيه ( إطمئن ، فالامر صار ، وطار ، وطاح ، وضع يداك في ماءٍ بارد ) ، ثم لا تجد الا همهمةً يهْفُت علي أثرها صوت الإنقاذ الفارق بهمسٍ حزين ..
فحينها حُقَّ لك ان تعيد في صحبِك النظر ..

عندما تُزاحمك الاقدار في عبور جسرٍ فيطِلُّ الظلام بتلحُّفِ الوجود الساديِّ فيك ويتَحَتّمَ عليك أن تعبُر أحلاكه ولا تجد فيه من ينبؤُك بمتاريسِ الاهواء الودّائة فتصطدم فيها بشدائدٍ كلمي ..
حينها حُقَّ لك ان تصرخ بضجر ..

إذا شاطرتك الشمس رتبيتها ، واسعفك القمر في عرجونه لإنعكاس النور بالدوام في اشراكِها ، وتلاقمتك البحار في أمواجها للسؤال عنك بفضفضةٍ ، والناس في سكرتهم فيك يعمهون ..
فحُقَّ لك حقاً في بعض نفوسٍ قريبةً منك فيها أن تشك ..

فلو ما ترأ الشك بنا سبل التفكير السويَّ لما وصلنا الي هدفٍ بحثنا عنه حثيثاً بدؤوب السؤال المتفحص الكاشف المؤدي للحقيقةٍ المثلي ..
فالمراد في تمام الشئ للجواب في نظرنا لا يتعدَّ حدوث إثنتين لا مزيد من تشابه الاشياء فيهما .
فالشك في الشئ كمن هو مُعْتلِ قمة جبلين في آنٍ واحد يختالُ بلونه المخلوط بين الاسود والابيض كالرمادي حتي يلوح في الافق حقيقية ظهارة بتوحد واحد .

إما أسوداً بصحيح الشك فيه التكرار بسلبيةِ الحدث كسماءٍ تتلبّدُ بغيومٍ سوداءَ يحسبُ المرأ فيها الخير الكثير ، ولكن الاوقات تكشف ما في دقائقها من زيفٍ خدّاغ.
وإما أبيضاً ببطلان الشك بإيجابية سرت كهالة تحجب قرص الشمس في سراح الفضاء فتَبان بعد حين بوجودها الشاهر.

فالشك وإن تساوت الاطراف الداخلة فيه فلا بد له من رجحانٍ لأحداهما علي الاخر من قوة تبان حتي وإن كانت في وضح النهار للعيون ساحرة ..
فالشك يختلي بنا في أسئلته الي ما وراء الحدث في تقمصاتنا للحياة وتجلياتها المادية الفاترة ..
قد ننظر الاشياء في تماديها بنا بإختلاف لافت ..
تدور وتجري ظنوننا فيها بتلاحقٍ ، ثم لا تجد من ياخذ علي يديها الا الظلام في مجهوله الغائب.
حينها لربما حُقًّ لنا نصبر ..
انتهي ..
دمتم بعز ..
محمود الراعي
23/9/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق