الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

علي سفح الماء ..

قد لا يتكرر الا مرة واحدة ..
او لربما من شدة تكراره فينا صرنا لا نلقي له من بال ..
شئ ما يختلي الصدر من كل شائبةٍ سرت به في لحظات الحياة الصامتة ، تري الصفاء قد أومأ للقلب طريقه بإفساحٍ للمارَّ بتسارعٍ متلاحق ، تري الصفاء قد أضفي نقاءً يتقطّر منه الوالج المُختلي مُكُوثاً في بياتِه الي حين ، وكأن السموَّ ما تعاهد البتّةَ ساعتها الا متجلًٍّ بتمامه في ذاك الصدر الضيق ، لا الشرفاتَ حينها تُحسنُ الصُنع في إدخاله من ابوابها ، ولا الابواب تتفتح بطِباعها له بفتحٍ معهود ، فالفتحات في وجوده كالبيت العاقر ، تتصادم الاشياء في عبورها من جدرانه فتندثر فيزيائية التفكير بُرهةً فيسلو الدخولَ له بطريقة مثلي ، وتسلوَ الروحُ محلقةً في عنان السماء ، يُمحَقَ فيه الطبع والتطبع ، فتنتهي في وجوده طبيعةٌ وجد المبيت من أجلها ، لا رئةً ولا دمٌ مضخوخ ، فهو في إستقراره فيه الا كنجم طل، تراه قد لاح بريقه في الفضاء الواسع ، فتحسّرت فيه أبصارٌ برواجه وسط الظلام الحالك ، ليس لحسدٍ متأبطاً الشر المكنون، بل لتغبُّطٍ ساقه المنظر فَسُحرت فيه العيون ، ثم خفتَ فيه النورَ حتي انطفأ وانتهي، وما نالَ البصر فيه الا نوعٌ من ذكري ، وعند إقتفاء الإثر تراه كالمكتوب علي سفح الماء بتموّجٍ ، فَتَحُوْلُ سماءُ الصدر جاهدةً به من لفٍٍّ في مدادها ، لكن دون جدوي ، فيظل الفرد فيها متبذّرا بالحزن حيران.
تحدث ثائر مخاطبا نفسه فقال : ما ذاك الشى ؟ ما لي فيه ، وما له عليّ من شئٍ قد لاح ، تطرق الليل في بحره بهيامٍ ، لا امواجاً صار فيه السمع منصتا لها ولا هديرا لتكراره اضحي فيه القلب مستاغا فيها ، فالشئ قد سيطر علي وجدانه فأقحمه رياضاً متزاحمةً بأفكارٍ تلوح به يمنة واخري تتجزئ فيه ليسري .

فتلمّح في تلك الرياضَ صوتا وكأنه في جزالته تحسبه مألوفا وهو في بُعده عن السمع لا وجود له في الاصل ، لكن الاحساس به يأخُذ الروح الي مُتعارفِ الارواح قبل ولوجِ الفرد الحياة .
فأُردف السمع به مره اخري ، فتلا مذياع الجيران اياتٍ فزالت عمامة وطارت من فوقها حمامة .
وبان الشئ ...
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) الأعراف172
إنتهي...
محمود الراعي
12/9/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق