الأحد، 25 أبريل 2010

هَجْرُ الاصحاب


هَجْرُ الاصحاب
ما أتعسَ الفتي حينما يجْزُرُ صفحةً ساكنةً في وجدانِه ظاناً بها حاويةً أسرار الغائباتِ بما فيها من شرٍ ساقه القدر...
هناك في أوديةِ الأسي تنْظُرُ صبيانَ نفسه لاهيةً في رمالِ التيهِ لا يردُّها أمرُ حكيمٍ أو حُكمُ أميرٍ في الأنامِ له خبرٌ مُعْتَبَر..
عندها تناولتُ الصِّحافَ الممزقةَ تِباعاً ، فإذا بالفتي لروحِه ملقماً منشاراً تري فيه أُذُنَاً مفقوئةً لا يسمعُ بها آهاتَ الصحفِ بما لآقتهٌ من شعورٍ فيه ضرر...


فتعجبتُ لحاله وصِحْتُ به متألماً :

يا فتي ...
لمْ أري الصحفَ للنور بواديك حاجبةً... أو بالحزن الكئيب لِفِيْكَ ساقيةً ... أو لروحكَ الآسِيّةَ مُسْتَفزَّة..
ولكني أراها بالسكونِ قد إرتأتْ لها حرفةً ليومٍ عساه فيه تتر..

يا فتي..
أراك من يومٍ لاخر تقلبُ أكفَّ فؤادِك والاسي قد خيّم بأطلاله علي مكنوناتِك.. فنظرتُك فيه متوخِّيَاً زماناً بِرَدٍ تحسبه بك آسِرٌ ...وتقول متحسراً يا ليتني...

ليتني لم اري السنينَ قاصمةً فؤاديَ لتمرُّدي علي خلّانٍ نظرتُهم في الزمان بئس مصلحةٍ..
ليتني لم أسمع آلامَ أرواحهم البكّائَةَ كالطنين قد دبَّ مسامعي بما الحقتُهُ بهم من جَزْرٍ للروح بأعتي صور..

يا صاحبي ...
قد جَزَرْتُك وما لبثتُ فيك إلا قُرباً... أتقرّبُ اليك والشوقُ بيَ قاصداً ابواب الرجاءِ بما فيه زُخرفَ الروحِ أتأمله لبقايا عُمُر ..

يا صاحبي..
كن خير معينٍ ليَ عساي أتوكُّ عليك مصححا ما بادرتُهُ لك في الخواليَ من مآسي.. وما سَوَلَتْهُ لي نفسي للغيرِ من شرٍ تنْفُرُ منها الطُهر....

يا صاحبي..
أأجدُ عندك نفساً تُشْتَري؟
فأذودُ بروحيَ أرواحاً عساها بكل صديقٍ مررتُ به بِشرٍ فأتوقُ لمحياهُ بالرضا باسماً ... وبمنشار الأسي محطِّماً... وبالحب المُكَلَّلِ بنور اللهِ قد تزين...

يا صاحبي....
ليَ نفسٌ تَعِبة
مشتاقة لراحة هينة

لي زهرة ذابلة
أنظرها بالصلح يانعة زهيّة

لي مآسياً كلمي
ارجوا لها كتاب الصفح المفدي مادمت فيه حياً

انتهي كلام الفتي...

ودتم بصحفِ الودِّ سالمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق