الثلاثاء، 6 أبريل 2010

ليلٌ وغيمة..


ليلٌ وغيمة
بقلمي ...(فكر الكلمات)
يوم الاثنين الموافق 4/5/2010


خرجت ليلة الاثنين قاصداً أرض الخلاء فترة من الزمان وحيداً، لتبديدَ مللٍ ، وقضاءَ امراً ،
بشئ يسعِدُ القلبَ رِيحَاً ورُوحَاً، فكان القمرُ فيها نصفُ بدرٍ أو زاد عليه، فقصدت زيتونةً صغيرة، تري
خلال اغضانها نجوماً متفرقةً وغيوماً وسط السماء الصافية ، فخُيّلَ إليّ حديثٌ لأخوين (ليلٌ وغيمة)...
افضي نهايةَ الحديثِ بمقولة (أملٌ برضي الرحمن عنا)

......

خَرَجتُ ليلةً.. والقمرَ في كبدِ السما شبهُ بدرٍ ..
ترَي أنوارَهُ كمِرْساةٍ ..لها في بحرِ الدُجَي .. وقعٌ صَلِيل ...

فتوقفَ القمرُ ظانا ً شِعاباً به معلقةً..
وأرخي سُدُولَه نحوَ الروابيَ جاراً.. بصمتٍ طويل..

فأشاعَ الفضي الفسيحُ خيوطَ انوارِه، فتَسمعُ علي إثرها أنيناً خافتاً ...
كمن فيه حديثٌ لأخَوَيّنِ (ليلٌ وغيمة) في جُعَبِهِمَا حديثُ لُجَيْن

وأنْشَرَ البحرَ مقامَ نبراتِه فَتُسْحَرَ فيه لحناً مولَعاً ...
كأمواجٌ تراها كل ثنِيّةٍ لها طربُ شُجَيَن..

وإنتصفَ الليلُ وذادَ في ميلادِ الإثنينِ ساعاتٌ قليلة ...
جلستُ علي طوبةٍ تحتَ شجرةٍ في درَّ الزمان بالقسمِ مجيدة..(شجرة الزيتون)



أطرقتُ حُتُوفَ سمعيَ بمطارقِ الفكرِ .. طرقاً شائِقاً..
للعلَّ السمعَ بهما كَلِمٌ فيه طربٌ كبير

سَألتْ غيمةٌ:

كيف أضحي بك الحالُ يا ليل؟
سمعتُ انّك بشوقِ الأحبابِ ...مثقلٌ ..
وبحبِ الخيرِ للناسِ... تائهٌ ...
والأملُ فيكَ كلَ ناحيةٍ... إحِمْرّتْ فيه عيْنَاك..

فصاح ليل:

يا غيمةً ...
فالشوقُ أثقلني.. فنظرتُ الدُنَي زائلةً .. ونحن فيها كعابري سبيلٍ.. فزادُنا قليلٌ ..وسيرُنا طويلٌ.. والمقرُ فيه إما جنةً أو بئسَ العويل..

يا غيمةً...
فالحب أضحي بي تائهٌ.. فتريْنَهُ ليس مُغمِضَ العينين عني فحسب ..بل له كِشْرَةً تَغُصّها الأقدارُ بما لا تحتمِلُه ُالصور ...

يا غيمةٌ..
رغم الحبَ وما حاكاه من أشواقٍ زائفةٍ..
فقد غَدَوْتُ شاهِقاً هواءً.. يسيرُ بالفتي بكلِ ما حمله القدر ..



يا غيمةً..
رغم المأسيَ ..قد رأيتِ منى عند الاحبابِ زَفْراً لأَسهُمٍ..
فَصَائِبُهُ بسمةٌ.. وراغِبُه مولعٌ.. وتارِكُه ليس فيه من سُوءٍ طنين..

يا غيمةً..
رغمَ ضواريَ الأحزانِ ، وما غَدَوْتُ به راهبٌ..
يُنَفَّسُ به كرباً خالَطتهُ ريحٌ قد ضُرَّ بها حتوفُ العالمين


يا غيمةً...
فالعينُ احمرّت بشفقِ الآمالِ حيناً ..
فيها المشاهدُ حُبلي.. تسيرُ السنينَ فيها نحو المخاضِ بِسِرٍّ صغير ..

صاحت غمية :
وما ذاك السرُ الصغير؟
فأردف ليلٌ قائلاً :
أملٌ برضي الرحمن عنا

هناك تعليق واحد:

  1. بهنيك أخـــي محمود

    دمت بكل خير

    و تمنياتى بالتوفيق

    و للمزيد من التقدم

    ردحذف