الأحد، 4 أبريل 2010

حوارٌ بين معلِمين..

حوارٌ بين معلِمين
كتب السبت 3/4
محمود الراعى
الخميس بتاريخ 27/3/2010

(كنت في تدريب عملي في مدرسة إبتدائية، و جالستُ استاذين فاضلين ، صَنّفا انفسهما علي بند العقود ، فتحدثا بموضوع التثبيت بالوظائف، فمنهم استاذ يائس بهذا الموضوع... ومنهم من هو شعله الشاغل .. فيه املٌ كبير.. فتراهم في كل فصل او كل سنة (حسب كلام احمد ) يذهبوا لتقديم اختبار التوظيف او التثبيت ، ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن .)

شَدَنِي حديثٌ لمعلمينِ في مدرسةٍ يذودانِ بحدِيثَيْمِها الشادي..

ففيهِما صوتٌ مُتجشؤٌ ولهان...وصوتٌ متماسكٌ بالحق ..صُوّان....

محمدٌ وأحمد

نظرتُ محمداً فأبصرتُه بالوَفَي مُستَلطِفا ً ، لعله به شفقةَ تودُدٍ لا إزْدِراء..

قصدت أحمدٌ فأيقنتُ الرّجَي به باسماً .. بنظرةٍ.. ملؤُها حُبٌ وإحتفاء....

فقسماتُ وجهَيهِما يبوحانِ لكَ بقصةٍ عجيبة.. تنهالُ فيهما دُرَرَاً تَجُوبُ فيها سُبُلَ السرِ الكبير..(التربية والتعليم)

محمدٌ .. وما فيه من عصفُ الاملِ كنخلِ البري... فقد ينحني للريح عند هبوبها ولكنه للريح لا ينقاد.(اقتباس)

أحمدٌ وما به من نَفْسٍ.. قد تشوبها رُوحُ الشوي .. برهةً قصيرةً.. ولكنها تنظرُ الافقَ بنصيحةٍ.. تهشّمُ فيها غِربالَ البؤسِ الفقير.


حوارٌ بين معلِمين..

& صاح احمدٌ: &

كلَ حينٍ نجْتازُ السُورَ، ولم يَبْقي سُوي
تقييمٌ ..الفٌ ،باءٌ..أو قُلْ ما قد كان

كلَ سنةٍ أذودُ بابَ الرّجي لعلهُ بنا
نظرةً ..يُرِيحُ بها كواهِلي كسِرّ الهِيام


النفسُ ضاقت ذرعاً.. والقلبُ أُدْمِيَ سِراً
فمن لشكوي ٍ.. به العليلُ.. كطنيبٍ .. فيه عبر الزمان؟

& نظرَ اليه محمدٌ.. والتَعَجُّبُ مِلؤٌ بِفِيهِ وقال :&


كيفَ القول بكَ لِشكواً تقصِدُه؟
أو سِرّاً بُحْتَ بِه ولم تُضْمِرُه؟

فإن شَاقَتْكَ مغصُّةُ الهوا.. فقل
لي ربٌ كريمٌ يعلمُ صغائرَ الخفايا


وان نازلتكَ أجنادُ الشِوا فقل
عندَه حُسنُ ما تَنْضُرُ فيه وجوهُ السجايا

لا لجزع ٍ.. فيه خلجاتُ صدرِكَ ..داقّةً
بل أملاً فيه روحاً تَرّقُبُ فيه نورَ الثنايا

قد تَنْفُرُ من شغلٍ لساعاتٍ قليلة
فانظر..منْ لم يشغلهُ شغلٌ ..لسُويعاتٍ.. أو قلةِ حيلة

فد تظن نفسكَ الزمانُ بك ضاراً
أو أيقنتَ دوماً.. بك الايامُ فاجعةً
ولكنك سيدٌ ..مِلكُ نفسِك
فأنت امام بابين.. اما سعادة وإما تعاسة

دق الجرس وانتهى الحديث...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاني بعض الكلمات:
الازدراء / هو الامتهان والاحتقار
هيام / التمام، الفضيلة، الشجاعة
طنيب / بمعني طالب الرجا او طالب التوسل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق