الأحد، 1 أغسطس 2010

التبيان ..




متهالك القوي ، متسمّر الأقدام ، منتفخر الجروح ، ملتهبةٌ كأنها قطع شفقٍ تدلل علي المٍ في البدن يسود ، لو نظرته لرأيت الصحة انسلخت منه انسلاخ الجاعد من جسد الماعز المذبوح.
تحت ظل الشجرة انبلج برقوده ، تلاحقت أنفاسه بالحسري ، وإندثر الزئير في قحاف الذكري ، وصار به القول: يا ليتني ..
حاشاه الضبع بجيفة ميتة وقال متهكماً : سيدي.. هذا طعامك ..تقبله مني سردا مريدا ، وإستدار في خبثه وإنفتأ بين الحشائش في بغضه المعهود.
منذ متي والاسد يأكل الجيف ، وإلي متي الحال به منحرف ، خطط اللعين لتك الحادثة وفاز فيها وما نال الاسد الا آلام وأحزان.
ما كان له خوض معركة كتلك ، وما كان له اتباع نصيحة من ذاك ، فهو طنيب الشر ، مرساة البغض بدهاءٍ لا يوصف ، ودثير الخير في اسمال الصمت بزيعٍ لا يعترف ، اتبع الاسد ما القاه الضبع في أسماعه ، وإستاغ حلاوة القول من أرباع اضلاعه ، فظنه صديق صادق ، راد الخير له بقلب فاتق ، ولكن .. هيات له التمني الخاسر ، سويعات حتي حدث المحظور ووقع الضرر ، فالغلبة فيها لكثر الجمع في احيانٍ عدة .
ففي نهارٍ غائما تتقطّر السماء بمائها وتتشرب الارض زلالا يسيل من بين أوديتها ، صاح الضبع في الاسد قائلا : سيدي تعدّت الذئاب حدودك المرسومة، وساروا بخفة في أرجاء هيبتك المقدورة ، فاستباحوا مياه الوادي وفتكوا برعايا المماشي ، ثم ما برحوا في طريقهم الا اليك قد ساروا بهمة ، ثم صاحوا بعد ذلك : اين ذاك الاسد اللعين؟ .
إستل الغضب السيف في قلبه ، وإحمرت عيناه بنار الحقد في سره ، ثم ذاد الضبع نفخ الكير في روحه حتي نضجت ثورته لذوي الاعداء.
صاح الجمل بين الجموع الناصحة قائلا : سيدي ما رأيناك الا ملك حكيم ، تأخذ الرأي بقلب سليم ، ثم تسلك طريق التروي عساه بك اب رحيم ، سيدي تفحص الخبر فلا يكونن التسرع بك نحو المهالك قائد لك في الزمان مهين .
نظر الضبع للجمل في حقدٍ وقال مخاطبا الاسد : سيدي .. البلاد دنست بغازيها ، والمروج صاحت بتلاقيها ثم ترانا في الايام نتخذ التروي سبيل لنا في الزمان المسكين ؟ بئس الحياة إذا .
ذادت نزعة الشر في قلبه الغاضب ، وإنطلق ومن خلفه سار الضبع وحدث نفسه: وقعت في شباكي يا معلون..
سار الاسد ناحية الحدود فلم يري ذئابا ولا كلابا ، فإلتفت للضبع وسار السؤال بلغة العيون، فقال الضبع : في اطراف الحدود هم هناك وهناك التلاقي .

انطلق الاسد من جديد ، رأي قطيع الذئاب في هدوئهم الساكن، فتفاجئوا به يفتك بهم واحدا تلو الاخر ، صاح كبيرهم : ماذا دهاك يا اسد ؟ ، فلم ينبث بحرف وتابع القتال ، فتجمعت عليه الذئاب ونالت منه كل نائلةٍ فخرّ الاسد صريعا مردود .
وهو ملقي في غيابه الآلام صاح الكبير للاسد محدثا : قد هاجمتنا وما سبيلنا تجاهك الا ما بذرته لنفسك .
سألناك ما الخطب فلم ترد
فحالنا حال المدافع عن نفسه وشرفه
فما ضمِرنا لك الا كل حبٍ معهود
ما الخطب يا اسد ؟
زادت مرارة الالام في عيناه وإلتفت فلم يري الضبع لجانبه وقال ليتني سمعت الجمل وما نصحني به.
ثم نهض وسار نحو الحدود وتخطاها ثم الي عرينه واستراح ولكن الجراح ادمته وما لبث الا شهورا ثم فارق الاسد الحياة .

انتهي ..
محمود
29/7/2010

هناك تعليق واحد: