السبت، 10 يوليو 2010

المتقلّب




المتقلّب

لهوٌ ولعبٌ وخوضٌ وتبذيرٌ وتمادي ، ضحكٌ وقهقهةٌ صاخبة ، تتواري منا الكائنات في خجلٍ مطبقٍ، اهكذا العاقل يفعل؟ ، هدأ المحارب ثم كرّ وفرّ واستل سيف لسانه من جديد وصار يبطش به صنوف الناس بغير ناصحٍ ولا امين ، اجحظّت عيونه ، وتشققت شفتاه ، وتحركت أذنيه بغير محركٍ فالضحك حقا يميت القلوب.
ثم سار فى وسط الشارع حتي وصل البحر وإجهش عنده بالبكاء !!! ما الذي تغيير اهي اكذوبة من اكاذيب الايام ، ام نقلة من نواقل القلب الحائر الفريد؟
نظر البحر فرأي الشمس تغوص في اعماقه حتي تلامست اطرافها مع أمواجه فكأنهما في ذاك الحين قالبا واحد .
مر به احمد بعدما رآه في صخبه ولهوه ورثي لحاله ثم تقرّب من مجلسه وطبطب علي كتفيه وتبسّم إبتسامةً تخلّفت في إثرها طمئنينة خفيفة في قلبه ، فقال له أحمد : ماذا تنشد يا اخي ثائر من فعلك هذا ؟
فقال ثائر : انشد راحة البال يا احمد
فقال له احمد اسمع يا اخي ثائر وما تراني لك الا ناصح امين :


دنونا وما دنو الموت الساهر أتي بثماره
والقرب في ساعاته تبسّلتِ العيون النحيب

تنسّم سعادة الروح في قلبك تصير مليكا
وترسّل مفاتنها علك بجزعك تصير الطبيب

بقرنا بطون البؤس والشوق فينا سابحٌ
فتعالي عند انحداره املٌ في الدنا قريب

وإن سرّتك الأيام بثمر الافراح التالية حيناً
فتوخَّ أثيرها في الأسماع فلها صوتُ الذيب

وتبتّل مآخذها عند المشارف تعيش سعيداً
هل ترضي للدمع علي وجناتك كنهرٍ سكيب؟

يا تالياً بروحك كتاب الابرار المسجا بحنينٍ
تفهّم وقم للناحبين علي الاحداث بنورٍ نهيب

وتلاسن بدرر الاخيار عند القوارع بيقينٍ
وتحامل مفارقهم فوق الملمات بعطرك الفريد

يا ناظرا للنوق الصفراء ونالك منها تعجبٌ
هل تتوق لها فراقا ان كان فيها السم المهيب

فلا تكن للآذان بحزنك بوقاً تلي بشخيرٍ
يؤرِّق الارواح حينا في كآبة كليل شحيب

بل إجعله في سرك الساكن كوجه متفتحٍ
تبشُّ النور بهالته الواسعة كناجحٍ وحبيب



كتبه/ محمود
7/7/2010 م

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله وبعد
    أشكرك على هذه الكلمات الرائعة وعلى هذه النصائح القيمة
    تقبل مروري
    أخوك في الله \ أبو مجاهد الرنتيسي

    ردحذف