الأحد، 20 يونيو 2010

°¤©><©¤°๑ஐ (السر والجهر ) ๑ஐ °¤©><©¤°




الجمعة 18/6/2010
السر والجهر


علي حافة الصخرة وقفا ، وإسترقّ فيهم اللقاءُ حيناً من الزمان ، تلفّت للافق البعيد فرأي النجوم موقدةٌ ، فإذا به يختلسُ فيها النظرَ في منظرٍ تشحُّ فيه كهالة الشبان . ثم تطرق في الحديث لصاحبه فإذا هو في صمته راح كمن به خطبٌ حائر.
بين لفائف الذكري تهامس السر والجهر في اكمام الصحاري ، فأومأ السر بشارته أن هلمّ بنا يا جهر الملمَّات والظلام في دياجيره قد صار حالكاً، لعل لفافةً من لفائفه تكون مسرحاً لما بيني وبينك من إختلاف كبير.
فإستلطفا سُفن الوقت في حثيثها وركباها وانطلقا في معامع الذكريات كأنها بحرٌ لجّي
وسري في اِثرهما إصطفاف كلماتٍ وظلت متحضرةً لا صدي لأنينها حتي يؤذن لها بإنتشارٍ هدير .
وما إستاغ فيهمُ الوقوف الا علي رصيف الاحداث فتوقفا للحظات وصار كل منهما يتأمل الحين الاخر ، فمروا علي قلعةٍ فنظرا علي سَفحِها سجّاناً له هيئةٌ لا تخونها الأنظار، وله نبرةً لا تطيب فيها أسماع الأطيار، ممسكاً الساطور بيده والحراب بيده الاخري ، فصار يهوي بهما علي شابٍ قد ادمته الجراحات من كثر نزفها ، فما رده عن فعله الا تعبٌ بالبدن واصب .
قال السجّان للشاب : تكلم وإفضي بما انت خازنه ، ولكن الشاب ما إزداد في تأوهه الا إصرارا علي ما تشابكت فيه عزّة الولهان.
فتأمل السر قسمات وجهه وما تحامل فيه صبره فصنّت أذنيه لشئ غريب.
قال السر: ما الخطب يا فتي ؟ .. فتلفت الفتي علي إثره ورمقه بطرف عيونه ثم لاحت انظاره علي الجهر كمن يتبذل الكلام في حضرته ، فهمَّ السر علي فهم الخبر
قال السر للجهر مخاطبا : يا جهر الملمات قد تكون لنا مفارقاً لوقتٍ قصير.....
فما إسترسل الجهر في رده الا متلفتاً غاصَّاً بشفتيه وبانت اعراض اكتافه وسري علي سور القلعة منتظراً بلهفةٍ كمن يحس بلوعة التناجي في البعد السائب .
فأشار السر للفتي ان تكلم و وأفضِ بما عندك من أسرار:
قال الفتي للسر متعجبا : احقا انت ما تقول ؟

أكذوبٌ في الانام سار بغير الحقِّ
ام الصدقُ في اوقاته لاحت به الصور

عجبتُ من طلبك ففيه خطأٌ فادحٌ
فالسر في غيره لا يطيب ولا ينضر

تآلبت بنا الجُهور عند الاحداث ويالها
تطيب ببعض الكلام او بجزءٍ فيه المهر

لكن الكل في نواميسه غذاءٌ لروحه
ولا كل روح بالكلام تحيا هنيةً وتعمر



قال الفتي متابع :
ما مثلي ومثل السجّان الا كمِثلك انت وصاحبك ، فما أنا الا جسم وروح ، تتكالب الهموم بنا ، فلا يطيب للنفوس المتطفلة الا إدلاف ما في البئر من اسرار .
لا يقتصر بي التصبر أو التسامي وحدهما ، ولكني اتحامل بهما للنفس حتي لا تكون شربة سائغة لذئاب الايام .
والجهر جسدٌ بلا روحٍ تترامي به الالسن فوق مطارح الأسماع ولا يغرنّك فوز حاكيه، فما يلبث الا بحزنٍ جديد .
كنا معاً نتوخَّ النائبات ، كنا حينا تنجاذب الضحكات ، ولكن السنين علي مرّها تصير مستودعاً بما فيها من أسرار ، فلا يتحمل الجهر الا افراغها والجلوس علي آثارها ابد السنين .
يا سر الاحداث ، إن من عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزائنها كان أوثق لها، وأما الأسرار فإنها كلما كثرت خزائنها كان أضيع لها، وكم من إظهار سرٍ أراق دم صاحبه ومنعه من بلوغ مآربه، فلو كتمه أمن سطواتِه.
يا سر الأحداث : إذا أفشيْتُ سري إليك وأوصيتُك أن لا تبوح بالسر لغيرك ، فهلا أوصيت هذا لنفسي !!

فأطرق السر رأسه خجلاً فنظر من خلفه وما تبعته من كلماتٍ في إصطفافهاعند سيره فأذن إلها فلاحت في الافق مرسومة بغيوم عدة :

إنتهي ...

الجمعة 18/6/2010
كتبه / محمود

هناك تعليق واحد:

  1. الكلمات قوية..ولكن أسلوبها غامض نفسي أي معانيها تتقوقع على نفسها وكأنها أبت اليوم إلا أن تفهم أحد..ونحن قد درسنا في طرق البلاغه وأساليب الكتابة الناجحة والمؤثرة. أنها تلك التي لا تحمل بداخلها الغموض..فإذا أردت حضرتك حقاً إرسال رسالة وتحقيق هدف اجعل الكلمات البسيطة زادك في الكتابة.وفقتم

    ردحذف