الخميس، 17 يونيو 2010

طائرة ورقية


طائرة ورقية(قصة قصيرة)

تتراقصُ نسمات الهواء في دناديلها، تتماوج عند الهبوب بقائا أطرافها ، السماء في شفقِ الغروب محمرّةً ، والبحر في إنعكاسها متلألأٌ، والشمس في أُفولِها متفتحةً تلوح في مشهدٍ كأنها الحسناء في أوْج ساعاتها.
علي شاطئ البحر وقف الطفلان ، فتشابكت فُرادي الأيادي بضدها ، الحبلُ مشدودٌ حول كوّةٍ من القماش ، الطائرُ في إنسيابه الساري كَفِرٍ الأوقات ، أرخي الظلام سُدوله وأختفتِ الشمسُ عند المغيب في سواعي الأفلاك .... فالأُلفةَ الان في ليلٍ جديد .
امسك ساهر الحبل بيده وتتبعه بنظره الثاقب وتلفت لصاحبه وتناجيا ، فتعانقت القلوب دون ايدٍ ، وتفاوتت الافواه بالحب الساحر بصمتٍ ، والبحر شاهدٌ لا يكتب الا بما املته له أحاسيس الأنام .
فجأة ...هبت ريح العصف بقوتها ، فترنّح الطائر في فلات السماء وأنبري فيه السقوط علي حين إلتفات الأفئدة نحو صريرها ، فتهاوي الطائر نحو الأرض وإنفتق الحبل وسكن الشجون.
تلاحقت به الابصار بترنحها علّها تظْفر بالسر الدهيق ، وصل الطفلان فنظرا طريح السماء وما فتأتْ فيه الريحِ بإنقطاع ساكن .


نظر ساهر للطائر وتلفت لصاحبه فقال :

هل تري الوصالَ في نحرِ الطائرِ وما به
سُرورٌ فيه متشبثاً والمآسي فيه أقربوا

نظرناه في السماء والعيون به شاخصةً
وما ابْصرتْه الخضوب فيه من سقمٍ ولا عللوا

تتالت به الزفراتُ حيناً والتباهي فيه روعةً
ففاجئته الظروفُ بحِملها بغير ناصحٍ ولا أشروا

نظر اليه محمد ففهم وقال :



الوصالُ عند وصلِ المقطوع جدُ واصلٍ
والزِيفُ في وصلِه عند القوارع تظهروا

قلبي وقلبك بحب الاله غدوا بحنين
والحب بغير حَبْلِه دابر الاحداث تقطعوا

تعاهدنا وما كل مُعاهدٍ بالعهد وفي
ولكن العهودَ في سيْرها للقلوب اصعبوا

تَشَبَّثْ بشذي الكتاب وما عساك بتائهٍ
البِشرُ في اركانه والروح فيه تسعدوا

انتهي ..
الأربعاء 16/6/2010
محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق