الاثنين، 31 مايو 2010

مُجارة

مُجارة
كنت فيما مضي أشاغلُ فؤادي باحثاً بتفحصٍ لأشياءٍ قد بدتْ علي مُحياها مرتديةً وشاح الغموضِ لوقتٍ إلي حين...
أسألُ... وحسبي للسؤالِ من ردٍ ... ثم أردفُ به كتاب الذكريات حتي يأذنَ له ناقوسُ الأيامِ بقراءةٍ يصاغُ فيها الشوق الحنين...
سألت يوماً: ما النور يا امي ؟
فقالت : هو الضوءُ بعينه..
سألت حيناً : ما الشمس يا جاري؟
فقال : مصدرهُ الحاني..
ثم أسْبَلْتُهُ بسؤالٍ عن جذوتِها...
فقال : شرارةٌ موقدة...
ثم تنبهتُ له فقلت من أنت ؟
فقال: انا القمر وهذا ضيائي...
فقلت كيف لضيائك من نزعةٍ؟
فقال أنا مرآة أسُدُّ فيها فراغَ جارٍ لسويعاتٍ للأنام أكونُ لهم هاديا ودليلا..
- ولكني لا اراك علي الدوام..
- قد تراني حيناً دون الآخر، فهذا قدري ولكني مستمرٌ عليه وتوّاق إليه...
قد تحجبَ أنواري غيومٌ عاربةً ولكنها ما تلبثُ إلا إنقشاعاً عما قريب....
ثم تلعثم صوته وغاص في بقايا غيومٍ وتمالك الظلامُ الفضاءَ وسار بأركانه فتغير المشهد .......
ثم تلي منادٍ كتابَ الذكريات منْ علي بابٍ في عُجالةٍ فقال :

إن لم تكن شُعلةً تنير فيه طريق العالمين حينا
فكن خير ناقلٍ للطيب للأخرين حينا لآخر

إن لم تسطع مجارة العلوم طريقا سالكا
فكن كثانيهما علي الدوام ولا تكن الثالث

ان تتبعت صنوف الاخيار بقلبك بسيرٍ خافقٍ
فكن فيه طنيبا يأسر الفجار من غير واصد

إن تمالكتك نشوةٌ في الزمان لظلٍ خافقٍ
فتمسك فيه بشمسك الكلمي حتي فيها لا يغيب

انتهي...
كتب الأحد بتاريخ 30/5/2010
محمود الراعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق