الاثنين، 10 مايو 2010

الوهمُ والظنون



فالظمأن في وسط الصحاري يهيم بقلبه السارح يمنة ويسري.. وما من ثنية من ثناياها إلا ويخيّلُ اليه من سحرها انها ماء...

فمنهم من يري الحياة جافّةً في عروقه جفاف الغدير في الوادي بتلكُّئٍ للحظات .. فرغم السراب وما ساوره من احلاك النظر إلا والامل فيه جدُّ كبير ، فالوهم وما توهّم فيه الواهمون الا كتِرْكَةٍ القتها حتوف الايام لسد ثغرة في حياة ملؤها قِصَر.

ومنهم من إذا أخذته بزخرفها مطيّة الأيام فيظلُّ علي مر الشهور آخذة بنواصيه ،وعند استحلالاها منه تراه كالمنتكس علي عقبيه ، لا يري في الحياه سوي وهماً طعمه مرُّه وعلقمه لذاعّة الصبار.

فوهّمتُ نفسي ألوان الخضوب بخيرها وشرها، فوقع فيها ما ايقنت فيه توهماً تاماً بخيرٍ او بشر .

ففي صنوف الاحداث قد خالتط انفاسي روح الفشل حيناً.. وما فتأتُ فيه الا بما ألقته لي خطوط افكاري ، فماحصدت الا ما بذرتُه فيها من فشلٍ ... والعكس صحيح .

يا وهم عرفنا عن نفسك:

أنا صاحبٌ لمن إشعثّث فيه الوان النظر... وانا ساحرٌ لمن تكالبت فيه سوآت العبر
وانا من إذا اخذتْ به الأنام بسوءٍ ، فتري الجَمَلَ القائمَ قد صار فيه بصاخٍ للأرض يهوي ... ومن إذا اُخِذ فيه بخيرٍ.. فتري الخيلَ العليل بالقوّة يجري .

قال صلي الله عليه وسلم " قال الله تعالي انا عن حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق