الثلاثاء، 4 مايو 2010


للليلِ وقتٌ قد دني فيه عُمْرُ الزوال...
--------------------------------------------------------------------------------
1/5/2020م
الساعة 3:45 فجرا


للليلِ وقتٌ قد دني فيه عُمْرُ الزوال...

تناولت القدح بيديَّ العاريتين في ليلةٍ ما طاب لي من قهوةٍ فإذا العيون فيها كالمسحورة في اوْجِ ساعاتها قد شاق بها التصبّر الهادي بما آلته به سوانح الخيال.

مضي الليل الا اقلّه، ولم يبقي في صفحة هذا الوجود الا اسطراً يوشكُ ان يمتد إليها لسان الصباح فيأتي عليها فيصيح في بخير النداء.

حينها ابصرتُ نوراً لطائفٍ ارجاء الظلامِ من حولي ، فغدي عابثاً بجفون النوم بألسُنِه في رؤياي ، فصارت به العيون كالسائمة في مرابضها.

فوقفت علي الشرفة ونظرتُ ضوء القمر منبعثا في اجواز الفضاء ، فراودتني نفسي إستبثاثه للسر الكامن في خباياه وما القت في اكنانه خلجان الحياة من مناجاتٍ مرّت بشطآنه او مازالت تمر ... فيحكم لي ما بادَرْتُ له من أشواقٍ وآمالٍ وأحزانٍ ، لعلها تؤنسُ روحاً شاْقَتْها مغَصّة الايام.

ولكني ما جاوزت القمر الا كقائلٍ:
للليلِ وقتٌ قد دني فيه عُمْرُ الزوال

يا قمر
قد سار في بحرك الهادر المحبّون
وطاف في سهادك الساهر الهائمون
وتوسدتْ فيك الاحزان بخير ما تلوح به ظنون البشر


ياقمر
سلكنا أبواب السعادة وما ابصرنا فيها غير لذةٍ عابرةٍ ، تلوح ما لاح ليلٌ ونهار ..
وغدوِّ هرِمٌ بإحتضار...
ثم نقِّلب كفا بكفٍ حسري ...
ونقول كيف للسعادة بنا من مرقد.

إلهي قد ضافت بنا الارض بما رحبت
وتسمّرت فيها الاحزان

وتشكفتِ السوآت الكامنةَ للروح في نفوسنا
وتألّبتْ فيها الهمومُ والمآسيَ فصارت كالجبلِ المزران

فالفتي تائةٌ بين أزلام الهوي وشخوصه
للسعد فيه ساعات ثم تروح في خير كان

فتلبدت في سمائه غيومُ النواحي
وتشبث في أرديتها بنواجذ الغلمان

مضي الليل ولم يبقي في سواده الا اسطرا
فإبري فيه الشوق للباري بتهجد ولهان

فلم تنْشُبْ في أثوابه أكماما بالدهر سائبةً
فالفجرُ فيه ناطراً قد انبري بخيطه البيان

فما هي الا لحظات حتي دبّت جذوة الفجر في قحمة الليل وصِيحَ بخير النداء.


كل التحية
ودمتر بعز....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق