الجمعة، 28 يناير 2011

ميلاد النسيم ..


وكعادتي في كل صباحٍ متشابهٍ ، اخرج فأعتلي بطحاءَ ذاك التلال الوهّاج بجذوة الشمس الموقدة ، انظرُ فأري أُخْيُلُةَ الجمال في وجودها ، وهي تبيح طريقاً فاتناً وكأنَّ روحيَّ الكلمي تتحررُ من حدود ذاك الجسد الضيق.
أري الشمس تتعامد نُصب ناظريّ بتمام الرؤي ، انظر من خلالها ، وانظر الكلمات ، وهي تُبَعْثِرُ حُروفها في خيوط النور ، أنظُمها ، ثم انثرها هناك في اديم الريح المُسرعة في هبوبها للوقت المطلوب ، فلعلها تَتَجَفِّفُ من ماءِ التواري السقيم المريد .

تترامي الكلمات دون اي رقيبٍ وأراها ، هنالك ، وهي ترجع إليّ مرة اخري ، في تراجع الريح ، وأنا ارفثها ، اسكن صامتا بجسدي ، فالروح قد حان لسراحها ان تتحرر ، لتعانق أرواحاً ، فتترنّم الكلمات صوب أديمهم الذي يُري فيه الوِهاج المنشود .
قد جئت الان الريح ، لتُرجع ما ادلفته لها ، فالخطب ما برِح الوقت الا بتمام القرب لما هو في الحدث قريب .. نظرتُ الريح بشمائل روحي ، ظاناّ بها لما اتوق طَلَبَاً فَتَفْهَم، فأومأتُ الريح لي حد الإماءِ بهبوبها المفهوم .
سألتُها بالكلام ، فقالت هو لك ، ومني الاتي فَخُذ ..

لكِ يا نسيم الخير كتبت ..
فوق اقبية الشعور المتدفق بعذوبته ، علي اهازيج القلوب بفرحها ، عند نفثات الروح الأرجوانية السعيدة ، متذهبةٌ قد رأيْتُكِ ، كالشمس تنْظُمين النور للحياة بتوزيعكِ الشاهر ، بالرفق تنْثرين صفائك في القلوب ، تتشبّثُ انغام النقاء في تلابيبك الحرّي بالسمع الناهد ، تجُولِين في انْسُمِ البسمات فتسحرينها بتتابع المرور ببهائك ، وتسحرين فيّ بقايا النظرات .
سائحةً انت في عباب التواضع الكريم ، ففي ارضك لا ينبت الا مساريق الأخلاق .. قد لا ترضين بالوصف القائل لك الا بما قد دنا الحق فيك وقال ، ولكني اقول : لا ، بل انت هكذا عندي ، وهكذا هو انت ، فالغزالة وإن فَنَتْ بقرونها تجازُفا ، فهي في نظر القاموس جَمَال .

قد دني الوقت ، لحلول الذكري ، دقات الساعة تُنْبِؤُ وتدقّ ، احتار في الكلام ، في صدقه المنشرِح ، احتار ، فترُدّني الروح برفق الحب الفريد ، وتقول : تريث الكلام ، فالكلام في حسّه يبان.
تُراودني انصاف الكلمات لتخرج هكذا ، دون داعٍ متيّمٍ ، هكذا ، لا... لن تخرج الكلمات الا في وضوح التمام.
ورقةٌ في يد الفجر ترتعد بشدة ، قد فنِيت اليد بعد حين ، كخيط سيجارة وانطفت ، وظلّت الورقه ، حاضرةٌ معقلة في رفوفه الجميل .. قال لي الفجر: قد كتّبْتها ياهذا ، ووالقيت لي بأثقالها ، فخذ ما انت به عليّ محمِّلٌ ، فأوانها الان بالوقت قد حان .
امسكتنها وقرأت ، آآهٍ قد تذكرت ، مكتوب فيها ... ذكري ميلاد

"من كروم البدر ، من قمر معتبر ، حقا عبيرها غريبُ العبق ، يأكلني التردد .. في أي شئ افديها ، اذا ما جاء العمد ، وردٌ وحلوي ، وانا ، الست انا من يهواها؟ ، بباقةٍ لا اقلد فيها أي فردٍ او فريد ، اليس من يدلني للخطب موجود ؟...
احزم رابطة فكري ، واسرُج النجمة المقيمة في موطني خيلا لها هديةً واقول: من يقتنيك يا نجمة الجمال غيرها ، في يوم ميلادها، ونفسي هدية تحملها ، لعلها اذا انا حملتُها لها بالغد تسعد ..
(( كل عام وانت بخير ، وعمرٌ في فعل الخير اطول ..))
كل التحية ،،،..


هناك تعليق واحد:

  1. رائعة كلماتها واحساس عالي هنيئا للنسيم انت

    ردحذف