الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

بخيلٌ مختلف ..


جلس الطلاب في الصف متجاورون ، كلٌّ في إِرخاء السمع للآتي بتلهّف ، تناظروا المعلم بالشرح ، تأملوا فيه الحديث ، تناقلوا قولا فيه الفكر بيناعِه يسُّد .
نظر المعلم لطلابه فقال: فالاقتصاد في الأشياء بدوامها له خيرٌ كثير ، وإنغماس الخير في أسمال البخل له منظرٌ حسير ، فبخل المادة موجود ، وبخل المعاني في طيِّها منظرٌ شريد ، وبخل الاحساس للارواح تراه يطمرها بودائة منبوذة ، فأعطنا صورةً عن بخل الأخير يا محمد.
قال محمد :
بخلٌ وبخيل ..
توطِّنَ البخل في حقوله متزنِّرا ، قد ترامي بجذر الاحاسيس النابتة فيه بجمالها بمعاولِ الاعراض ، فحسهُّ البليدِ بتخثره قد راب فيه السوء ، ونتاجه للاخرين قد أضحي بشئ لا يحمد فيه المأمول ، بل يكره ويداري ، ويسري فيه القول : بخيلٌ بخيل .
قال المعلم : صدقت يا محمد ولكن كيف يتخثّر الحس في ذاك ....
قال محمد :
قد تخير فيه الحسُّ .. وأعتلي بطحاء المحيا في انتشاره الذي يفغر الناظر له ببلادة يُري شخيرها من بعدٍ بعيد ..
تخثّر حسّه فراب كمنحلّ البقايا في الخضيض البائت ، تعتّر بلذاعته كل من مرّ في مرماه متناظرا له بنظرةٍ مُهينة ، فإذا الناظر له تخيلا يغضُّ البصر فيه متعجّلاً ، فقد أضحي أنعتاق الحامضٍ بروائحه المنظوره كالهمِّ الفاتك .


قال المعلم : احسنت يا محمد .. ولكن كيف الخلاص منه لمن أراد العلاج؟
قال محمد : قال تعالي " ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " صدق الله العظيم ، فالعلاج نراه في إستتنباط المعاني ووتطبيقها بالقريب علي من وقع في نفس الطريق .
فلا الجذر للأحاسيس ينفع ، ولا التبذير فيها بطلاقة تُسجع ، فالتوسط خير ..
قال المعلم : قد كفّيت الرد بكل بالخير ، وأوفيت المطلوب بإختصارِ الثراء ..
ودرسٌ جديد ...

انتهت ..
محمود الراعي
6/10 /2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق